إشراقةٌ في عتمةِ الحياةِ
سنة 2014
في عتمةِ الأزمانِ يشرقُ منحرُ = فيضَاءُ في الأرجاءِ طيفٌ أخضرُ
بل رايةٌ أخذتْ تكفكفُ أدمعَ ال = دينِ القويمِ وبالكرامةِ تُزهرُ
أم خنصرٌ شكَرَ الإلهُ سبيلَهُ = فيزولُ باترُهُ ويبقى الخنصرُ
هذا الحسينُ إذا تبسَّمَ جرحُهُ = أضحى بألوانِ الإبا يتقطّرُ
هو عبرةٌ تقتاتُ منها مهجتي = ومعي على طولِ المسيرةِ تكبرُ
من نشأتي الأولى وقلبي مولعٌ = بحروفِهِ حتّى استقرَّ العنصُرُ
وتركَّزَ اسمُ أبيه حين ولادتي = في مسمعي فانسابَ فيَّ الجوهرُ
وبحِجْرِ أمّي في الطفولةِ زُرتُهُ = حينَ النساءُ لأمِّهِ تتحسّرُ
ولزمتُ مأتَمَهُ بأيامِ الصِّبا = حتّى يغذِّيَنِي شذاهُ المنبرُ
فتفتَّحت نفحاتُ شعري باسمِهِ = وجريتُ خلفَ ركابِهِ لا أشعرُ
وكأنَّ فكري عندَ ذكرِ مصابِهِ = قدْ هالَها في الطفِّ ذاكَ المنظرُ
جسدٌ كما الطودِ العظيمِ يخرُّ مِنْ = سرجِ الجوادِ وخدُّهُ يتعفَّرُ
شمرٌ وما أدراكَ ما فعلَ الزَّنيمُ = برأسِهِ القدسيِّ كيفَ يشَهِّرُ
صدرلإ يشعُّ إلى السماءِ ضياؤهُ = وبخيلِها تعدُو عليهِ وتعبُرُ
طوبى لِمَنْ يسلًوه في عبراتِهِ = فالعينُ أصدقُ ما تفي وتعبِّرُ
مِنْ معشرٍ فرشُوا البساطَ لذكرِهِ = وبندبِهِ شرعوا فنِعْمَ المعشرُ
جعلَ الإلهُ لهُمْ حرارةَ حبِّهِ = نَوْحًا يسجِّلُهُ الزّمانُ وينشرُ
نصفُ الضريحِ بكربلاءَ ونصفُهُ = بقلوبِهِمْ يلِجُ الجَنَانَ ويَعمُرُ
حتّى إذا سعَتِ الخطى للقائِهِ = جُعِلَتْ جوارحُهُم إليهِ تُسَيَّرُ
يا عاشقِيهِ أمَا لنصبِ عزائِهِ = إلاّ رضابٌ صادحٌ متعطِّرُ
يكفيكُمُ الطُّهْرُ البتولةُ في غد = إنْ طلَّ طالعُها وضجَّ المحشَرُ
تحدُو بِهِمْ نحوَ النعيمِ وحيدرٌ = مِنْ جودِ راحتِهِ يطيبُ الكوثرُ