في عتمةِ الأزمانِ يشرقُ منحرُ = فيضَاءُ في الأرجاءِ طيفٌ أخضرُ بل رايةٌ أخذتْ تكفكفُ أدمعَ ال = دينِ القويمِ وبالكرامةِ تُزهرُ أم خنصرٌ شكَرَ الإلهُ سبيلَهُ = فيزولُ باترُهُ ويبقى الخنصرُ هذا الحسينُ إذا تبسَّمَ جرحُهُ = أضحى بألوانِ الإبا يتقطّرُ هو عبرةٌ تقتاتُ منها مهجتي = ومعي على طولِ المسيرةِ تكبرُ من نشأتي الأولى وقلبي مولعٌ = بحروفِهِ حتّى استقرَّ العنصُرُ وتركَّزَ اسمُ أبيه حين ولادتي = في مسمعي فانسابَ فيَّ الجوهرُ وبحِجْرِ أمّي في الطفولةِ زُرتُهُ = حينَ النساءُ لأمِّهِ تتحسّرُ ولزمتُ مأتَمَهُ بأيامِ الصِّبا = حتّى يغذِّيَنِي شذاهُ المنبرُ فتفتَّحت نفحاتُ شعري باسمِهِ = وجريتُ خلفَ ركابِهِ لا أشعرُ وكأنَّ فكري عندَ ذكرِ مصابِهِ = قدْ هالَها في الطفِّ ذاكَ المنظرُ جسدٌ كما الطودِ العظيمِ يخرُّ مِنْ = سرجِ الجوادِ وخدُّهُ يتعفَّرُ شمرٌ وما أدراكَ ما فعلَ الزَّنيمُ = برأسِهِ القدسيِّ كيفَ يشَهِّرُ صدرلإ يشعُّ إلى السماءِ ضياؤهُ = وبخيلِها تعدُو عليهِ وتعبُرُ طوبى لِمَنْ يسلًوه في عبراتِهِ = فالعينُ أصدقُ ما تفي وتعبِّرُ مِنْ معشرٍ فرشُوا البساطَ لذكرِهِ = وبندبِهِ شرعوا فنِعْمَ المعشرُ جعلَ الإلهُ لهُمْ حرارةَ حبِّهِ = نَوْحًا يسجِّلُهُ الزّمانُ وينشرُ نصفُ الضريحِ بكربلاءَ ونصفُهُ = بقلوبِهِمْ يلِجُ الجَنَانَ ويَعمُرُ حتّى إذا سعَتِ الخطى للقائِهِ = جُعِلَتْ جوارحُهُم إليهِ تُسَيَّرُ يا عاشقِيهِ أمَا لنصبِ عزائِهِ = إلاّ رضابٌ صادحٌ متعطِّرُ يكفيكُمُ الطُّهْرُ البتولةُ في غد = إنْ طلَّ طالعُها وضجَّ المحشَرُ تحدُو بِهِمْ نحوَ النعيمِ وحيدرٌ = مِنْ جودِ راحتِهِ يطيبُ الكوثرُ

Testing
عرض القصيدة