ليلة السابع - أبا الفضلِ حينَ وصلتَ إلى النهر السيد أحمد العلوي
أبا الفضلِ حينَ وصلتَ إلى النه=رِ هل شهَقَ الماءُ فوق يديك
وهل تسمعُ الطفلَ ناداكَ عما=هُ علّقتُ حُلمَ العُطاشى عليك
وهل تسمعُ الماءَ حينَ اغترف=تَ يقولُ بربِّكَ خُذني لديك
لماذا إذنْ كلما رُحتَ تحم=لُ جودَ السّقا قطعوا ساعِدَيك
لماذا بسهمينِ من أسهمِ المو=تِ يا عمَّنا أطفأوا مُقلتيك
لماذا وقعتَ على الرملِ يا عم=مُ ها هم أتوا ، مزّقوا ودجيك
لماذا تنفّستَ جُرحَ الحُسينِ = فخرّقَ رمحُ الرَّدى رئتيك
لماذا وقعتَ وأنتَ تُصلي ال=يقينَ فما أمهلوا ركعتيك
ولو عرفوا أَنَّ رِجلَكَ تمشي = إلى ربِّها قطعوا خُطوتيك
غداً سيفرُّ الصغارُ على الشو=كِ ضُمَّ الصغارَ إلى رُحبتيك
وعُدْ لسُكينةَ مأوىً إذا احت=رقتْ خيمةٌ ثمّ فرّتْ إليك
وعُدْ للرضيعِ فُراتاً عذوباً = فما زال يشربُ من دمعتيك
أبا الفضل إن الخيول دهتنا= وأنت جديل ببحر الصعيدِ
وفرّت بنات الرسالة ذعراً = فقد لوعتهم سياط الجنود
وجاءت إلى الشط تبحث عنك= رأت جسد الطهر دامي الوريد
ونادتك يا عم قم وامسح الرأ=س لكن رأتك قطيع الزنود
فمن ذا يضم الصغار لصدر = حنون ويمسح دمع الخدود
وقد مزقتك السيوف وخضِّ=ب رأسك يا سيدي بالعمودِ