أبا الفضلِ حينَ وصلتَ إلى النه=رِ هل شهَقَ الماءُ فوق يديك وهل تسمعُ الطفلَ ناداكَ عما=هُ علّقتُ حُلمَ العُطاشى عليك وهل تسمعُ الماءَ حينَ اغترف=تَ يقولُ بربِّكَ خُذني لديك لماذا إذنْ كلما رُحتَ تحم=لُ جودَ السّقا قطعوا ساعِدَيك لماذا بسهمينِ من أسهمِ المو=تِ يا عمَّنا أطفأوا مُقلتيك لماذا وقعتَ على الرملِ يا عم=مُ ها هم أتوا ، مزّقوا ودجيك لماذا تنفّستَ جُرحَ الحُسينِ = فخرّقَ رمحُ الرَّدى رئتيك لماذا وقعتَ وأنتَ تُصلي ال=يقينَ فما أمهلوا ركعتيك ولو عرفوا أَنَّ رِجلَكَ تمشي = إلى ربِّها قطعوا خُطوتيك غداً سيفرُّ الصغارُ على الشو=كِ ضُمَّ الصغارَ إلى رُحبتيك وعُدْ لسُكينةَ مأوىً إذا احت=رقتْ خيمةٌ ثمّ فرّتْ إليك وعُدْ للرضيعِ فُراتاً عذوباً = فما زال يشربُ من دمعتيك أبا الفضل إن الخيول دهتنا= وأنت جديل ببحر الصعيدِ وفرّت بنات الرسالة ذعراً = فقد لوعتهم سياط الجنود وجاءت إلى الشط تبحث عنك= رأت جسد الطهر دامي الوريد ونادتك يا عم قم وامسح الرأ=س لكن رأتك قطيع الزنود فمن ذا يضم الصغار لصدر = حنون ويمسح دمع الخدود وقد مزقتك السيوف وخضِّ=ب رأسك يا سيدي بالعمودِ