الاضطرابات السياسية
الجزء العاشر: الإمام الرضا عليهالسلام
وكان في عصر الرضا اضطرابُ= اذ هاجت الاطراف والأعرابُ
وثار بعض الهاشميين لما= رأووه في عهد الرشيد من دما
فأبن طباطبا له لواءُ= وخلفه « السريّ » والأبناءُ
جيوشه من الحجاز انطلقت= ثم الى الكوفةِ قد تدفقت
ثم الى كل قرى العراقِ= لكنها لم يبقَ منها باقِ
اذ أُخمدت بسطوة المأمونِ= وانهدمت شوامخ الحصونِ
وثار ابراهيم في أرض اليمن= وهو اخ الرضا الامام المؤتمن
وفي الصفا ثار الحسين الأفطسُ= يعطي الدم الغالي وليس ييأسُ
وثار زيد النار عند البصره= فيا له من ثائرٍ وثوره
احرق أبيات بني العباسِ= معاقباً بالنار بعض الناسِ
فأرسل المأمون جيشا ضاري= يفتك بالثورة والثوارِ
كان علي بن سعيد قائدا= فيه وللرايات كان رائدا
ودارت المعارك المضطرمه= واستعرت ملحمة بملحمه
فانكسر الجيش بأسر القائد= زيد بن موسى الهاشمي العابدِ
وأوصلوه بعد سجن للرضا= مكبلاً مقيداً منقبضا
ففكه الامام من قيوده= محتسباً ذاك الى جدوده
وقال يا أخي كفانا فخرا= ان لنا أماً غدت كالزهرا
لكننا عند قيام الساعه= لم تنفع الانساب دون طاعه
وهكذا ظل يعيشُ الضنكا= وهو يرى أيامه معتركا (1)