إمامتهُ وفضلهُ
الجزء التاسع: الإمام الكاظم عليهالسلام
وبات في ظل أبيه يغرفُ= كنوز علمٍ ثرةٍ لا تنزفُ
حتى اذا الصادق طال عمرهُ= وصار ينأى للغروب بدرهُ
وقد دنا عمراً من السبعينِ= أوصى لموسى الكاظم الامينِ
وصيةَ النصِ على الامامه= والسيف والكتاب والعمامه
بايعه شيعته بفخرِ= كهالةٍ حفت بنو البدرِ
يعلمُ تأويلات آي المصحفِ= يروي أحايث النبي الاشرفِ
سُمي « بالعالمِ » في الرواةِ= والسيد القائم في الدعاةِ (1)
كان مثالاً للتقى والزهدِ= وكان للرحمن أنقى عبدِ
يصوم يومه ويقضي السحرا= مصلياً مسبحاً مفكرا
يحج للكعبةِ دوماً ماشيا= يظلُّ فيها طائفاً وساعيا
نجائبٌ تقادُ في يديه= والرمل أضنى تعبا رجليه
حج بأهلهِ سنيناً أربعا= ما مثله راءٍ رأى أو سمعا
يتلو بحزنٍ سُورَ القرانِ= فيخشعُ السامعُ للمعاني
وطالما يبكي مع الخشوعِ= ووجههُ يبتلُ بالدموعِ
وزهدهُ يعرفهُ الزهاد= فذكرهُ طعامهُ والزادُ
فبيتهُ حصيرةٌ ومصحفُ= وهو الذي يعنو لديه الشرفُ (2)