وبات في ظل أبيه يغرفُ= كنوز علمٍ ثرةٍ لا تنزفُ حتى اذا الصادق طال عمرهُ= وصار ينأى للغروب بدرهُ وقد دنا عمراً من السبعينِ= أوصى لموسى الكاظم الامينِ وصيةَ النصِ على الامامه= والسيف والكتاب والعمامه بايعه شيعته بفخرِ= كهالةٍ حفت بنو البدرِ يعلمُ تأويلات آي المصحفِ= يروي أحايث النبي الاشرفِ سُمي « بالعالمِ » في الرواةِ= والسيد القائم في الدعاةِ (1) كان مثالاً للتقى والزهدِ= وكان للرحمن أنقى عبدِ يصوم يومه ويقضي السحرا= مصلياً مسبحاً مفكرا يحج للكعبةِ دوماً ماشيا= يظلُّ فيها طائفاً وساعيا نجائبٌ تقادُ في يديه= والرمل أضنى تعبا رجليه حج بأهلهِ سنيناً أربعا= ما مثله راءٍ رأى أو سمعا يتلو بحزنٍ سُورَ القرانِ= فيخشعُ السامعُ للمعاني وطالما يبكي مع الخشوعِ= ووجههُ يبتلُ بالدموعِ وزهدهُ يعرفهُ الزهاد= فذكرهُ طعامهُ والزادُ فبيتهُ حصيرةٌ ومصحفُ= وهو الذي يعنو لديه الشرفُ (2)