حجةُ الوداع وبيعةُ الغدير
الجزء الأول: النبي المصطفى صلىاللهعليهوآله
وبعد عامٍ حج للوداع= لكن احسَّ ان نعاه ناعِ
فوقفوا عند (غديرِ خمِّ)= يستمعون للنبيِّ الامّي (1)
اذ نزلت محكمةُ القرآنِ= تأمرُ بالتبليغ والبيانِ
(يا أيّها الرسولُ بلّغْ ما نزلْ= ولا تخف يعصمك الله الأجلّ)
فامتثل النبيُّ امر الباري= ثم دعا عليَّ بالاكوارِ
حيثُ ارتقاها قائلاً : من اولى= مني بكم مقولةً وفعلا
فضجَّ كلُّ الجمع : الله بنا= أولى وبعده الرسولُ عندنا
فقال : من كنتُ انا مولاهُ= فذا عليّ في الورى مولاهُ
سوف يُعادي الله من عاداه= وينصرُ الله الذي والاهُ
فهو وصيّ يحفظُ الامانه= اذ جمع الله به قرآنه
اليوم اكملتُ لكم دينكُم= وتَمّت النعمةُ لي عليكمُ
فصاح كلُّ الصحب قد رضينا= إمامةً تحرسُ فينا الدينا
وبايعوا في (الجحفةِ) الوصيّا= (أبا الحسينِ المرتضى عليا)
وبعضُهم (بخبخ) ثم اخفى= أمراً وفي بيعتهِ ما وفّى (2)
ما عرفوا حقيقة الولايه= وهي التي في الدين اسمى غايه
مبدؤها الطاعةُ للقياده= لتُحفظ الوحدةُ والسياده
وهي امتدادٌ لخُطى النبوّه= وعزمةٌ ونصرةٌ وقوّه
وافترق الحجيج للاوطانِ= وابتعدت قوافلُ الركبانِ
ورجع الرسول يبني الأُمه= بعد اداء تلكمُ المهمّه
لكي يسيرَ جيشهُ امامهُ= بحملة يقودُها (أُسامه) (3)
وهو فتىً لم يبلغ العشرينا= لكنه كان امرأً أمينا
قد لعنَ الرسولُ من تخلّفا= عنه ومن انكرهُ او ارجفا
ورغم ذاك البعضُ ظلَّ محجما= معتذراً مشكّكاً متّهما