أخوة الرفض
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
تعالوا الينا إخوة الرفض إن يكن= لكم شرعة الإنصاف دينوا كديننا
مدحنا عليا فوق ما تمدحونه= وسببتم أصحاب أحمد دوننا
وقلتم بأن الحق ما تدعونه= الا لعن الرحمن منا أضلنا
فإقترح علي بعض إخوانه
بالجواب عنه في طريق
النجف قاصدا زيارة الغدير
1299 ه فأخذ فيها حالا
حتى أتمها إيابا فجاء بشيء
عجيب وأمر غريب قال :
دعوتم الى الإنصاف ويل أمهاتكم= وإن أخا الإنصاف من كان مثلنا
أمرنا جميعا أن نحب محمدا= وأبناءه من شط منهم ومن دنا
ومدحكم هادي الأنام وصيه= نفاق وكلن القول في ذاك بينا
ونحن لعنا من لعنا تقربا= الى ربنا إذ حارب القوم ربنا
فإن كنتم لا تعلموا فتصفحوا= الصحايف تخبركم خفيا ومعلنا
الم يحرقوا بيت الزكية فاطم= الم يسقطوها لا ويح نفسي محسنا
الم يسحبوا خير البرية بعلها= ليخضع فيهم للدني ويذعنا
فما كان أعماكم عن الرشد أعينا= وأخرسكم عن منطق الحق السنا
دعوا كل شيء وأذكروا موقفا له= بخم وما قد قال فيه وأعلنا
ومن قام من بين الالوف مبخبخا= وكان لعمري غير ما قال مبطنا
مدينة علم الله طه وبابها= علي وهذا واضح فيه نعتنا
خلفت فيكم عترتي فتمسكوا= بهم وكتاب الله عن غيرهم غنى
ولو شئت أن أحصي مناقب حيدر= ملأت السما والأرض منهن مشحنا
ولم أحص منها عشر معشار عشرها= ولا كل منطيق يعد فمن أنا
ولم سد أبواب الصحابة كلهم= سوى بابه فأنظر بذلك ممعنا
الا لا كفاك الله بادرة الردى= إذا أنت أنكرت الحديث المعنعنا
كفاك كتاب الله والمدح كله= هناك فمن يأخذه يأخذه من هنا
علي أخ للمصطفى غير أنه= وصي له إستشعر الرشد مذعنا
كهارون من موسى وناهيك رفعة= وشمعون من عيسى وما كان أحسنا
أقتل علي فيكم كان هينا= وقتل حسين ويل من ذلكم جنا
وقاتل هذا عندكم غير كافر= وقاتل هذا فيكم عد محسنا
فدينكم كالعنكبوت ونسجها= فما كان أوهاها بيوتا وأوهنا
وذكركم الله ما تصنعونه= وبالدف رب البيت يعبد والغنا
إذا فزتم طوبى لكم وربحتم= وخبتم كما خاب الأوائل قبلنا
وخاب جميع الأنبياء وضيعوا= حياتهم بالجوع والخوف والعنا
وقلتم رسول الله مات ولم يدع= وصيا وبالإجماع ندفع خصمنا
شغفنا بال المصطفى وشغفتم= بأعدائهم يا رب فالعن أضلنا
نحبهم والمرء مع من أحبه= فشأنكم يوم المعاد وشأننا
وكلكم يدري ولكن قلوبكم= أصاب بها الشيطان كنا ومكمنا
لقد شرك الشيطان في أمهاتكم= فلا غرو إن حاربتمونا وحزبنا
أئمتنا قدما ظلمتم فأنتم= تهابون بعد اليوم أوقبل ظلمنا
وما لكم لا تظلمون وكلكم= على الظلم والعدوان اسس أو بنى
سببتم عليا واليهود محمدا= فأنتم يهود بالحقيقة عندنا
بسبكم خير الورى علم الهدى= سببتم رسول الله يا عصب الخنا
نسيتم على اعلى المنابر سبه= جهارا الى أن صار في الناس ديدنا
ثمانين عاما لا تملون سبه= كأن لم يكن والحكم لله مؤمنا
مدحتم عليا ويلكم كيف مدحكم= عليا وقد أورثتم قلبه العنا
الم تنصروا أعداءه في مواطن= ثلاث له في كلها الحمد والثنا
الم تدهموه بابن ملجم ليلة= بها راح جبريل يصرخ معلنا
أكان من الإنصاف حب محمد= وبغض بنيه أطيب الناس معدنا
الم تتركوا أبناءه بين هالك= سميم ومقتول تمزقه القنا
وأن يقتلوا أو يسجنوا أو يصلبوا= وأن لا يروا في هذه الأرض مسكنا
أما كان أولى الناس بالناس جدهم= فهم بعده أولى بنا من نفوسنا
لأمكم الويلات خلوا زمامها= فإن لها في ال أحمد معطنا
وفي الغار ما فيه لو أنك عالم= فضائح لا تستطيع منها تحصنا
الا أن حزب الله لو كان منهم= لما كان يوما أن يضيق ويحزنا
أهذا كمن أمسى وأصبح نائما= بمضجع خير المرسلين موطنا
ولولا علي لم يقلها حقيقة= ولكنه من جحدها ما تمكنا
ومن قال كانت فلتة وكفى بها= لمن شاء يوما أن يذم ويطعنا
علي مع الحق إعتبرها وغيرها= تجدها من العيوق واضحة السنا
ولو كنت حاججت اليهود حججتهم= وقالوا جميعا منصفين حججتنا
وأين إنقلاب الناس بعد محمد= أما نطق القرآن فيه وأعلنا
إذا أنت أنكرت الغدير فلا تسل= لأنك ميت فإتخذ لك مدفنا
فما كل قلب يقبل النصح صادقا= ولا كل أذن تسمع الصوت لينا
وما بعد نصح المصطفى نصح ناصح= فما زادهم في النصح الا تفرعنا
وفي الطائر المشوي ما أنت قائل= فإن كان حقا فإتبعنا وديننا
إذا كان خير الناس بعد محمد= علي فلا تتبع لك الويل غيرنا
فإنا على ما سنه المصطفى لنا= ولا نثنني حتى نلاقي ربنا
بسيف علي قام أم سيف غيره= عمود العلا من بعدما مال وإنحنى
ويوم إبن ود من دعا المصطفى به= ومن ذا الذي لبى دعاه وأذعنا
ومذ برز الإسلام للشرك كله= فمن كان أجراهم ومن كان أجبنا
لنا الخمسة الأشباح يستدفع البلا= بهم عند رب العرش والخير يعتنى
اليس على الأعراف ويلك منهم= رجال اليهم ينتهي الحمد والثنا