ذكريات الإسلام - في مولد الإمام الحسن عليهالسلام
ديوان أنوار الولاء - السيد هاشم الهاشمي
أشرقت بالبشاشة الصحراء= فاستفاقت في رملها الأشذاء
واستحمّت بالطيب يثرب وانساب= على ظلّها الكئيب الهناء
أيّ بشرى تُنضِّر الكون بالنور= فيحيا في كلّ اُفق ضياء
قد اُضيفت إلى سماء المعالي= نجمةٌ لن يمرّ فيها الفناء
ولد السبط فاغرقي بالرؤى الخضراء= يا أرض واخشعي يا سماء
أيُّ ذكرى ، لو أنّنا نعرف الذكرى= حياةً يموج فيها الثراء
ذكريات الإسلام كنز عطاءٍ= فيه تسمو الشريعة السمحاء
ذكريات الإسلام يشرق منها الدرب= والدرب ملؤه الظلماء
ذكريات الإسلام نبع هدى ثرٍّ= فتروى بها القلوب الظماء
يا أخي لو نُحطّم الزيف والجهل= لما ضاع من يدينا اللواء
ذكريات الإسلام تخطر في قلبي= فتعلو في جبهتي الكبرياء
يوم كان « الرسول » يزحف ، والدّ= رب إلى مرفأ الخلود الفداء
قد تحدّى بالحق كلَّ الطواغيت= فهبّت في وجهه الأهواء
ثم دكَّ الهدى رؤاها فشعّت= في دجاها الشريعة البيضاء
وتعود الذكرى ، فهذا « عليٌّ »= وصمودٌ على الهدى ومضاء
وحكايا الطفوف ،كيف يضمُّ الحقّ= نصراً ، جسوره الشهداء
وحكايا أئمّة قد تهاووا= في غمار الردى ليحيى الإباء
ثم تعدو لخاطري ذكريات « الس= بط » كونٌ ما فيه إلا العطاء
علّمتنا أنّ الكفاح طريقٌ= غمرته الأشواك والضراء
يتراءى عليه ألف سرابٍ= ماكرٍ ملؤه الهوى والرياء
ربما تصرخ الجماهير بالحرب= وفي سرّها تخاف الدماء
هكذا كنت والجماهير كانت= لن تضمّ المكارمَ الجبناء
مزّقت هديها الشرورُ فهل يفلح= جيلٌ تَلفّه الأهواء
فدحرتَ التَيار بالفكر ، والفكر= طريقٌ سارت به الأنبياء
إنّ بالفكر يعرج الجيل للخلد= فتذوي العواصف الهوجاء
فهو كالسيف إن تلظّت خطوبٌ= فعلى كفّه يرف الرجاء
سيّدي أنت مشعل الفكر إن= جنّت خطوبٌ ، وهيمنت أرزاء
أنت حيٌّ رغم العصور وهيهات= يأن يخنق الشعاع الفناء