ننجو بحبِّك واتِّباعِكَ (المولد النبوي ٢٠٢٢)
مرتضى الشراري العاملي
ننجو بحبِّك واتِّباعِكَ
(المولد النبوي ٢٠٢٢)
كم قالتِ الشعراءُ فيك وسطَّروا! =ماذا ستكتبُ بعْدُ هذي الأسطرُ ؟!
وجميعُ ما قالوا قليلٌ إنّهُ=لا شيءَ في ما قدْ حَوَتْهُ الكوثرُ
أوْ ما احْتَوَتْه (الشرحُ) في آياتِها=أو (نونُ) و(الفرقانُ) يا المُتَدثِّرُ
إنَّ البحارَ أمامَ مجدِكَ خُشَّعٌ=أنّى القوافي تَقْتفي والأبحُرُ؟!
تحلو البلاغةُ فيكَ أنتَ أساسُها=لولاكَ ما أَجرى المِدادَ المِحْبَرُ
ما أطيبَ الدنيا وقد وافيتَها!=وعلى السماءِ جَعَلْتَها تتفاخرُ
كانتْ رِمالًا أرضُ مكةَ حَرَّةً=وإذا بِها بعْدَ الولادةِ جوهرُ
شابتْ على الأعناقِ أغلالُ الدُّجى=وإذا بها بِعَتيدِ هديِكَ تُكْسَرُ
والظلمُ كانَ مُهَيْمِنًا مع أذرُعٍ=مُمْتَدّةٍ شرقًا وغربًا تَنْخَرُ
فقَطَعْتَها بالعَدْلِ، أطْفَأْتَ اللَّظى=عَن أمَّةٍ كانتْ لَظاها تَسْعَرُ
وأَخَذْتَها نحوَ الجِنانِ بحِكمةٍ=لولاكَ ظَلَّتْ في غِواها تَمْخُرُ
أَسْقَطْتَ أصنامَ الحجارةِ والهَوى=ونشرتَ أنَّ اللهَ أَوحدُ أكبرُ
فصَنَعْتَ مِنْ عَربٍ شَراذمَ أُمّةٍ=فتَحَرَّروا وتَظافَروا لِيُحَرِّروا
يا سيّدي إنَّ القريضَ صُبابةٌ=ومحيطُ مَدحِكَ بالفضائلِ يَزْخَرُ
خَجِلٌ يَراعي أنْ يَخُطَّ عِبارةً=وهو الذي ما اسْطاعَ نَحْوَكَ يَعْبُرُ
لكنَّ مَدْحَكَ للنفوسِ شِفاؤُها=وشَذِيُّ ذِكْرِكَ للقلوبِ مُطَهِّرُ
وأنا سأكْبُرُ عندَ مدحِكَ سيّدي=مع أنّني العبدُ الوضيعُ الأصغرُ
ننجو بحبِّك واتِّباعِكَ، إنّه=لا بُدَّ بَعدَ القولِ فِعلٌ يَظْهَرُ
فتكونُ أنتَ بكلِّ شيءٍ حاضرًا=وإذا حضرتَ فكُلُّ خيرٍ يَحضُرُ
نقفو خُطاك فلا تدَعْ أخطاءَنا=تجثو على أضلاعِنا وتُزَمْجِرُ
سَلْ سيّدي مولاكَ يَكْبَحُ أَنْفُسًا=فينا بسوءٍ تِلْوَ سوءٍ تَأْمُرُ
عَجَبًا لِعَينٍ قد رأتْكَ ولم يَسِلْ=دمعُ الهدى منها وظلَّتْ تَكفُرُ !
عجَبًا لمَنْ سَلُّوا السيوفَ عليكَ هلْ=حقًّا لهم كانتْ قلوبٌ تشعُرُ ؟!
فَيْضُ الصلاةِ عليكَ ما هَبَّ الهَوا=وسلامُنا ما رفَّ فينا ناظِرُ