أمـــيــرةٌ جـمـيـلـةٌ حــسـنـاءُ
يُـشـرقُ مــن جـمالِها الـضياءُ
وشَـعـرُهـا الأســودُ كـالـحريرِ
وعــيـنُـهـا رائـــعــةٌ نـــجــلاءُ
كـانتْ تُـحِبُّ الـعطرَ والـمَرايا
وإنَّـــهـــا فــاتــنــةٌ غَـــيـــداءُ
فـي شَـعرِها الـلؤلؤُ كـالنجومِ
وشَــعـرُهـا كــأنَّــهُ الـسـمـاءُ
* * * *
وقـد حَـكتْ مـرآتُها الـسحريهْ
قـائـلـةً يـــا أجــمـلَ الـبَـريـهْ
أنـتِ مـلاكُ الـحسنِ والجمالِ
تُـبـهـرنـي طـلـعـتُـكِ الـبـهـيه
عـطرُكِ قـد فـاحَ شذىً عبيرا
صــافــيـةٌ لــطـيـفـةٌ نــقــيـه
لــم أرَ فـي الـدنيا لـكِ نـظيرا
وجـهتُ مـن قـلبي لـكِ التحيه
* * * *
وذاتَ يـــومٍ لَـبـسـتْ لـبـاسَـا
وزَيــنـتْ فـسـتـانَها والـراسَـا
وخـاطـبتْ مـرآتَـها الـسـحريه
فـلم تُـجبْ جـهرًا ولا إهـماسَا
قـد غَـضِبتْ مـلاكُ من صمتِها
وأشـعلتْ في قلبِها الوَسْوَاسا
وبـعـدَ حـيـنٍ نـطـقتْ وقـالتْ
مـقـولةً قــد تـحبسُ الأنـفاسَا
* * * *
أيــــا مـــلاكُ هـــذهِ الـمـرايـا
تـعـدَّدتْ فـاستوعبي الـقضايا
فـاطـمـةٌ أجـمـلُ فــي عـفـةٍ
وفــي الـحـياءِ سـادتِ الـبرايا
لـيسَ جـمالُ الـشكلِ مـيزانُها
لـكـنَّـهـا طــبـقـتِ الــوصـايـا
وروحُـهـا قــد رفـرفـتْ عـاليا
حـجـابُها مــن أجـمـلِ الـهدايا
* * * *
إنَّ جـمـالَ الــروحِ يـا مـلاكي
يـنـجيكِ مــن بـراثـنِ الـهـلاكِ
خــديــجـةً فــاطــمـةً زيــنـبًـا
اتــبـعـي لا تـتـبـعـي هــــواكِ
فــي كــلِّ نـظرةٍ وكـلِ فـعلٍ
خــالــقُـكِ وربُّـــــكِ يـــــراكِ
فـفـكـري عـزيـزتـي بــوعـيٍ
لا تخسري في حشركِ أخراكِ
* * * *
نَـهـجِي مُـحَـمَّديُ فـي حَـياتي
بـــآلــهِ الـــسَّــادةِ والــهُــداةِ
بــعــزُّ ديــــنٍ وإمـــامِ حـــقٍ
بـالـعـروةِ الـوثـقى وبِـالـصلاةِ
فـي شَرفِ التَّكليفِ نُورُ هَديٍ
ونَــبـضُ قــلـبٍ وسـمـوُ ذاتِ
إنَّ عـفـافَ الـبنت يـسمو بـها
وتـــــاجُ فَــاطــمٍ لـلـزيـنـباتِ