كم قال بابُكِ! (مظلومية مولاتنا الزهراء عليها السلام)
مرتضى الشراري العاملي
كم قال بابُكِ! إنَّ البابَ برهانُ=للآنَ ما خمدتْ في البابِ نيرانُ!
جازَوا أباكِ جزاءً لا نظيرَ له=ما فاقَهم بشَرٌ فيه ولا جانُ
قد جاء ينقذُهم من نارِ آخرةٍ=ونارُهم تلك للمعروفِ شكرانُ!
خانوا الغديرَ، وحزُّوا عنقَ بيعتِه=والمصطفى بعدُ ما ضمّتْه أكفانُ
ما آمنوا قطُّ، والإسلامُ لعبتُهم=كم كان يفضحُهم رفضٌ وعصيانُ!
عاشوا النفاقَ، وظلُّوا يرقبونَ غدًا=يكونُ فيه لهم أمرٌ وسلطانُ
أصنامُهم رجعتْ، لكنها بشَرٌ=إبليسُ ينحتُها، والناسُ قُطعانُ
وخلفَ بابِك كان الطهرُ أجمعُه=والرجسُ خارجَه أصلٌ وأغصانُ
وذلك اليوم في أضلاعِك اجتمعتْ=قهرٌ وكسرٌ ومسمارٌ وأحزانُ
رزيّةٌ عظمتْ، لا رزءَ يشبهُها=صعبٌ يصوُّرها شعرٌ وتبيانُ
لمّا البتولُ وراءَ البابِ يعصرُها=حقدٌ تنامى، وخلفَ الحقدِ شيطانُ
واهتزَّ كونٌ، وحقٌّ لو هوى فلكٌ=واندكَّ طودٌ رسا، وانهارَ بنيانُ
والهفتا، رُفِستْ، والأرضُ ساكنةٌ=لم يجرِ خسفٌ ولا قد عمَّ طوفانُ !
وما ثمودُ بأشقى مِن مهاجمِها=وما لناقتِهم مِن فوقِها شانُ !
هو امتحانٌ، وإنَّ الربَّ أحكمَه=يبقى امتحانُ السما ما ظلَّ إنسان
ُ
فثلَّةٌ فازتْ، والحقُّ يصحبُها=وكثرةٌ سقطتْ، والدربُ خسرانُ
تبقينَ سيدتي في عمقِ مهجتِنا=حزنًا يموجُ وما للحزنِ شطآنُ
لسنا نؤمُّك، إذ لا قبرَ نعرفُه=إلا الذي شادَه شوقٌ ووجدانُ
نظلُّ نلعنُ واللعناتُ تصحبُها=على الطغاةِ براكينٌ ونيرانُ
نسألكم الدعاء