كم قال بابُكِ! إنَّ البابَ برهانُ=للآنَ ما خمدتْ في البابِ نيرانُ! جازَوا أباكِ جزاءً لا نظيرَ له=ما فاقَهم بشَرٌ فيه ولا جانُ قد جاء ينقذُهم من نارِ آخرةٍ=ونارُهم تلك للمعروفِ شكرانُ! خانوا الغديرَ، وحزُّوا عنقَ بيعتِه=والمصطفى بعدُ ما ضمّتْه أكفانُ ما آمنوا قطُّ، والإسلامُ لعبتُهم=كم كان يفضحُهم رفضٌ وعصيانُ! عاشوا النفاقَ، وظلُّوا يرقبونَ غدًا=يكونُ فيه لهم أمرٌ وسلطانُ أصنامُهم رجعتْ، لكنها بشَرٌ=إبليسُ ينحتُها، والناسُ قُطعانُ وخلفَ بابِك كان الطهرُ أجمعُه=والرجسُ خارجَه أصلٌ وأغصانُ وذلك اليوم في أضلاعِك اجتمعتْ=قهرٌ وكسرٌ ومسمارٌ وأحزانُ رزيّةٌ عظمتْ، لا رزءَ يشبهُها=صعبٌ يصوُّرها شعرٌ وتبيانُ لمّا البتولُ وراءَ البابِ يعصرُها=حقدٌ تنامى، وخلفَ الحقدِ شيطانُ واهتزَّ كونٌ، وحقٌّ لو هوى فلكٌ=واندكَّ طودٌ رسا، وانهارَ بنيانُ والهفتا، رُفِستْ، والأرضُ ساكنةٌ=لم يجرِ خسفٌ ولا قد عمَّ طوفانُ ! وما ثمودُ بأشقى مِن مهاجمِها=وما لناقتِهم مِن فوقِها شانُ ! هو امتحانٌ، وإنَّ الربَّ أحكمَه=يبقى امتحانُ السما ما ظلَّ إنسان ُ فثلَّةٌ فازتْ، والحقُّ يصحبُها=وكثرةٌ سقطتْ، والدربُ خسرانُ تبقينَ سيدتي في عمقِ مهجتِنا=حزنًا يموجُ وما للحزنِ شطآنُ لسنا نؤمُّك، إذ لا قبرَ نعرفُه=إلا الذي شادَه شوقٌ ووجدانُ نظلُّ نلعنُ واللعناتُ تصحبُها=على الطغاةِ براكينٌ ونيرانُ نسألكم الدعاء

Testing
عرض القصيدة