شعراء أهل البيت عليهم السلام - مع سورة عبس

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
13071
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
09/09/2020
وقـــت الإضــافــة
8:57 صباحًا

مَــنْ رُزِقَ الـتَّـوفِيقَ يَـتْـلُو عَـبَـسَ
يُـشْعِلُ فـي دَربِ الـهُداةِ الـقَبَسَ
يَـأتـي بـيـومِ الـحَـشرِ مُـسْـتَبْشِرَا
وَوَجْـهُـهُ الـضَّـاحِكُ قــدْ نُـوِّرَا. (١)
قـــد عَــبَـسَ الـعَـابـسُ إذْ تَـوَلَّـى
لـمَّـا أتــى الأعْـمَـى يـقـولُ قَــولَا
لَــعَـلَّـهُ جــــاءَ بِـقـصْـدِ الـتَّـزكـيةْ
لـكـي تـكـونَ نـفسُهُ مُـهْتدِيَةْ. (٢)
تــنـفـعُـهُ الـــذكــرى إذا تَــذَكَّــرَا
لـكي يـكونٌ صـابرًا أو شاكِرَا. (٣)
واخـتـلـفوا فـــي سـبـبِ الـنـزولِ
وَفُـسِّـرَ الـعـابسُ بـالـرَّسُولِ. (٣)
وجـعـفـرُ الــصَّـادقُ فــي الـبَـيانِ
أنـــكـــرَهُ بِـــواضِـــحِ الــتِّــبـيـانِ
وقـــالَ كـــانَ مـــن بــنـي أمـيَّـةْ
الــعــابـسُ فَـــأوضَــحَ الـقَـضِـيـةْ
حـيـنَ أتــى لــهُ ابــنُ أمٍّ مَـكـتومْ
والـعَبْسُ فـي وَجهِ الفَقيرِ مَذمُومْ
وإنَّ أحـــمـــدًا نـــبـــيٌ كـــريــمْ
ذو خُـلُـقٍ بـينَ الـبَرَايا عَـظِيمْ.(٤)
أمــا مَــنِ اسـتـغنى ومَــنْ تَـكـبَّرْ
ذَكِّـــرْهُ، قـــد فَــازَ الــذي تَـذَكَّـرْ
إنْ أعـرضَ الـسَّامعُ عن موعظَتِكْ
فـأنتَ قـد قُـمتَ بمسؤوليَّتِكْ. (٥)
أمَّــا الــذي جــاءَ بـنـفسٍ خَـاشيةْ
فــــلا تـقـابـلْـهُ بــنـفـسٍ لاهــيــةْ
مـشـغـولـةٍ عَــنــهُ بِــمـا ســـواهُ
جــاءَكَ يَـسـعى مُـبـتغاهُ اللهُ. (٦)
قـــد وُصِـــفَ الـقُـرآنُ بـالـتذكرَةِ
خــذْ مِـنـهُ أغْـلـى حِـكـمةٍ وعِـبْرةِ
مـــــن دُونِ إكــــرَاهٍ ولا إجــبَــارِ
تــعــرَّضُــوا لــنَــفـحـةِ الــغــفَّـارِ
قـرآنُـنـا فـــي صُــحـفٍ مـكـرَّمـةْ
سَــامــيـةٍ مَــرفـوعـةٍ مُـعـظَّـمـةْ
انـــزلَــهُ اللهُ بـــأيــدي سَـــفَــرَةْ
مُـؤتـمنينَ، هُــمْ كِـرامٌ بَـرَرَةْ. (٧)
مِـــن أيِّ شــيء خُـلِـقَ الإنـسـانُ
مــــن نُــطْـفـةٍ ضَـعـيـفـةٍ تــهـانُ
صــــوَّرهُ ربُ الــسَّـمَـا فَــقَــدَّرَهْ
جــحــودُهُ دمٌّــــرَهُ مـــا أكــفـرَهْ
وربُّــــهُ الـــى الـسَّـبـيلِ يَــسَّـرَهُْ
أمــاتَــهُ الـمُـمِـيـتُ ثـــمَّ أقــبـرَهْ
جــثـتُـهُ هــامـدةٌ فـــي الـمَـقـبرَةْ
ثــمَّ إذا شــاءَ الـقديرُ أنـشرَهْ.(٨)
فـلـيـنظرِ الــمـرءُ إلـــى طَـعَـامِهِ
سـبـحـانَهُ الـمُـبـدِعُ فــي نـظـامِهِ
والـبَـاقـرُ قـــد فَــسَّـرَ الـطَـعَـامَا
بـالـعِـلمِ فـابْـعـثُوا لـــهُ الـسَّـلامَـا
عِـلمُكَ هـل فـكَّرتَ مِنْ أينَ أتى؟
فـكـنْ حـريصًا مـستقيمًا يـا فَـتَى
وإنَّــمــا الــعِـلـمُ غِـــذاءُ الـــروحِ
فَـلتَرْتَقِ فـي سُّـلَّمِ الـطُمُوحِ. (٩)
إلــهُــنَـا صــــبَّ الــمِـيـاهَ صــبَّــا
مــن الـسَّـماءِ، الـمـاءُ كـانَ عَـذْبَا
وخــالــقُ الــرَّعـدِ يــشـقُّ بَــرْقَـا
والأرضُ شَـقَّـهـا الـعَـظِـيمُ شَــقَّـا
سُـبـحـانَـهُ أنْــبَــتَ فـيـهـا الـحَـبَّـا
أخــــرجَ مــنـهـا عِــنَـبًـا وقَــضْـبَـا
والــتِّــيـنَ والــزيـتـونَ والـنـخـيـلَا
حــيـثُ تــرى جـذعًـا لـهـا طَـويـلَا
قـــــد أنــبــتَـتْ فَــاكِــهـةً وَأبَّــــا
والـحَقلُ بالزُّروعِ كان خَصبَا. (١٠)
وفـــي غـــدٍ إنْ جــاءتْ الـقِـيامَةْ
ونــفـخـةُ الــصُّـورِ لــهـا عــلامـةْ
وصـخَّ صَـوتُ الـصُورِ في الأسْماعِ
صــــوتٌ شــديـدٌ كـــان بـارتِـيـاعِ
يـــوم يَــفِـرُّ الــمـرءُ مــن أخـيـهٍ
مــــن فَــــزَعٍ يَــفِـرُّ مـــن أبــيـهِ
مـــن أمـــهِ يَــفِـرُّ مــن صـاحـبتِهْ
يَــفِـرُّ مـــن بَـنـيـهِ مـــن قَـبـيـلتِهْ
فـــكــلُّ فــــردٍ شــأنُــهُ يُـغـنـيـهِ
مَذهولُ من هولٍ يعيشُ فِيهِ. (١١)
هُـنـاكَ تـلـتقي الـوُجُوهُ الـمُسفرَةْ
سَــعـيـدةً ضـاحـكـةً مـسـتـبشرَةْ
أمَّـــا وُجــوهُ الـظـالمينَ الـكـفرَةْ
ســوَّدَهــا الـــذلُّ عـلـيـها غَــبـرَةْ
ظــالـمـةٌ قــــد أرهَـقَـتْـها قَــتَـرَةْ
ويْلٌ لكلِّ المجرمينَ الفَجَرَةْ. (١٢)