فــي سُــورةِ الـمـطففينَ مـوعظةْ
أثـمـانُ غــشِ الـنَّاسِ تـبدو بـاهظةْ
وَعِـيـدُهُـمْ بـالـوَيـلِ فـــي الـجَـحِيمِ
بـالـنـار والــزَّقـومِ والـحَـمـيمِ. (١)
لِـــمَــنْ تَـــلاهَــا قـــربــةٌ وَجَــــاهُ
فـفـي الـحَـديثِ قــد سَـقـاهْ الـلَّـهُ
مِــن الـرَّحـيقِ الـخـالصِ الـمَـختومِ
وَسَـوفَ يَـنسَى غُـصَّةَ الـهُمومِ. (٢)
وَسَـوفَ يُـعْطى الأَمْـنَ في القِيَامَةْ
وَطَـابَ مَـن قـد فازَ بالسَّلامَةْ. (٣)
أمَّـــا الـمُـطَـفِفُونَ فـالـوَيـلُ لَــهـمْ
غَـــدًا يَــذوقـونَ لــظـىً تَـحْـرِقُـهُمْ
قّـــدْ نَـقَّـصُـوا الـمِـيزانَ والـمِـكْيَالَا
ولـــمْ يَـخَـافُوا عَـدْلَـهُ تَـعَـالَى. (٤)
لــو فَـكَّـرُوا فــي الـبَعثِ والـنُشُورِ
وَوَحْـــشَـــةِ الـــبَــرزَخِ والــقُــبُـورِ
مَــا ظَـلَـمُوا بـالـغَشِ فـي الـتِّجارةْ
والـرِّبحُ بـالغَشِ هُـوَ الـخَسَارَةْ. (٥)
والـغَشُّ فـي سـجِّينَ سَـوفَ يُكْتَبُ
والـتَّـاجِـرُ الـفَـاجـرُ سَــوفَ يَـنـحَبُ
لــمَّـا يـــرَى الـصَّـحـيفَةَ الـسَّـودَاءَا
إذْ كــــانَ ظُــلــمُ الـغَـافِـلِـينَ دَاءَا.
الــوَيــلُ لـلـمُـكَـذِّبِينَ فــــي غَــــدِ
وَيـلٌ لَـهمْ مَـنَ المَصِيرِ الأَسْوَدِ. (٦)
قُـــلــتُ هَــنـيـئًـا أيُّـــهَــا الأبْــــرَارُ
فــفــي غَــــدٍ سَــيُـرفـعُ الــسِـتـارُ
كِـتـابُـكُمْ فـــي أَشْـــرَفِ الـجِـنَـانِ
سُــمِّــيَ عِـلِّـيـيـنَ فــــي الــقُـرْآنِ
قُـــــــرَّتْ عُــيــونُــكُـمْ بـعِـلِـيِّـيـنَـا
واللهُ يَــجــزِي الــصَّــادِقَ الأمِــيـنَـا
عَــلــيـهِ يَــشْـهَـدُ الـمُـقَـرَّبُـونَا. (٧)
وَيَـــفْــرَحُ الـــهُــدَاةُ الــطَّـاهِـرُونَـا
وهــاهُــمُ الأبْــــرارُ فــــي نَــعِـيـمِ
وفــــي الــوُجُـوهِ نَــضْـرَةُ الـنَّـعِـيمِ
عَـلـى أرائــكِ الـعُـلا يَـنظرُونْ. (٨)
بـالـلُّـطفِ والـجِـنـانِ هُــم يَـهـنَئونْ
ويَــشــرَبُـونَ خَـــالــصَ الــرّحِـيـقِ
والــكَـأسُ قــد شــعَّ مــن الـبَـريقِ
خِــتــامُـهُ مِــسْــكّ هـنـيـئًـا لــهــمْ
مِــــزاجُ تَـسـنـيـمٍ غَـــدَا شِـربُـهُـمْ
تَـنَـافـسُـوا قــــالَ لــنــا الــقُــرآنُ
حــيـثُ تـزيـنـتْ لــنـا الـجـنانُ. (٩)
الـمُـجـرِمُـونَ اسْـتـهـزَءُوا غُـــرُورَا
مِـــــنَ الـــذيــنَ آمـــنُــوا كَــثـيـرَا
كــانـوا بِـسُـوءِ فـعـلِهِم يَـضْـحَكُونْ
فـــي غَـفـلَـةِ الـضَّـلالِ يَـسْـتَهْزِئونْ
وبِــالـضَّـلالِ اتَّــهَـمُـوا الـمُـؤمِـنـينْ
لَيسُوا على أعْمالِهمْ حافظينْ. (١٠)
وفـــي غَـــدٍ إن جَـــاءتْ الـقـيـامةْ
سَـيـضْـحـك الأخــيــارُ بِـابـتِـسَـامَةْ
هُــنـاكَ سَـــوفَ تُـقـلـبُ الـقـضـيةْ
حــيـثُ يــكـونُ الـكـافـرُ الـضـحـيةْ
إذْ كــــــانٌ بــالــغُـرورِ و الــتَّـكٌـبـرٍ
يَـحْـيَـا وبـالـضَّـلالِ والـتَّـجَـبُرِ. (١١)