قَدْ جَاءَ ربَّهُ بِقلبٍ سليمْ
فكانَ في القمَّةِ عبدُ العظيمْ
وإنَّهُ المَولُودُ في المدينةْ
وصاحبُ الوَقارِ والسكينةْ
وفي زَمانِ الخوفِ والمِحنةِ
غادرَ سَامِراءَ في خُفيةِ
لمَّا أتى الرَّيَّ سَقى رُبَاهَا
قَدْ صَدَقُوا إذ لقَّبُوه شَاهَا
مَا كانَ حَاكماً وَلا زَعيمَا
بلْ كانَ في هَيبتِهِ عَظِيمَا
يَزورُ قبرَ حمزةَ بنَ موسى
أَخِ الإمامِ مُؤنسِ النُّفوسَا
ذاكَ الشهيدُ وابنُ موسى الكَاظمْ
وَقدْ تخفَّى عنْ عُيونِ الظالمْ
في بَيتِ شِيعيٍ، وكان عَابِدا
وفي حُطامِ المُترفينَ زَاهِدَا
و بارك الرَّيَّ مقامُ الشَّريفْ
بَاركَها بِهِ الإلهُ اللطيفْ
وإنَّهُ صَاحبُ تقوىً ودينْ
زُرهُ تكنْ كَمنْ يزورُ الحسينْ
جاءَ إلى الهادي أبُو القاسمِ
فَرَحَّبَ الإمامُ بالعَالِمِ
ربي هَدَانِي يَا إمامي إليكْ
أريدُ أنْ أعرِضَ دِيني عَليكْ
قالَ لهُ النقيُّ قولاً صِدْقَا
أنتَ وليُّ الطاهرينَ حَقَّا
دِينُك دِينُ اللهِ فاثبتْ عَليهْ
كانَ وسامُ المؤمنينَ لديهْ
ثبَّتكَ اللهُ على العقيدةِ
يا صَاحبَ المَآثرِ الحميدةِ
وقد أتى الرازي أبو حمَّادِ
يأخذُ من عِلمِ الإمامِ الهادِي
عن الحَلالِ والحَرامِ يسألُ
من بَحرِ علمِ الطاهرينَ ينهلُ
أجابَهُ الإمامُ ، ثمَّ قالَ سَلْ
عَبدَ العَظيمِ فهو بالعِلم اشتمل
أبلغْ سلامِي للكَريمِ الحسنِي
العابدِ الصابرِ عندَ المَحنِ
واليومَ مَأوى العاشقينَ قبرُهْ
ومُثمرٌ للثَّابتينَ صَبرُهُ
في روضةٍ جَاورَ قبرَ حمزَّةْ
وفي قُلُوبِنَا لهُ معزَّةْ
Testing
المصادر
روي عن أبي حَماد الرازي: دخلتُ على علي بن محمد الهادي (ع) بسُرَّ مَنْ رأَى فسأَلتهُ عن أَشياءَ من الحلال والحرام فأَجابني فيها فلمَّا وَدَّعْتُهُ قال لي: يا حَمَّادُ إِذا أَشكلَ عليكَ شيءٌ من أَمر دينك بناحيتك فسل عنهُ عبدَ العظيمِ بن عبد اللَّهِ الحسنيَّ وأَقرأْهُ منِّي السَّلام».[14]
عاصر الحسني فترة حكم المتوكل الذي اتسم بالتنكيل والتشديد على أهل البيت (ع) وأتباعهم وقد تعرض الرجل للتنكيل والرقابة الشديدة من قبل رجال المتوكل ولما انتقل الحكم إلى المعتز شعر الحسني بالخطر يحيط به فترك سامراء وبأمر من الإمام الهادي (ع) متوجها إلى الري.
وذهب البعض إلى أن الرجل ترك سامراء متوجها إلى خراسان لزيارة قبر الإمام الرضا (ع) ولكنه توقف في الري لزيارة حمزة بن موسى بن جعفر (ع) واختفى
هناك.[21]
أثنى عليه الإمام الهادي (ع) حينما خاطبه بقوله: «مرحبا بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقاً – دينك- دين الله الذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخره».[13]