نُوْرٌ على نُوْر
ديوان نور على نور - ماهر الشهابي البحراني
إدراكُ كُنِهِ كمالِها مُتعَذِرُ = فلذا مقالُ الواصفينَ مُقَصِّرُ
ما إنْ تقرَّبَ مِن عُلاها واصفٌ = إلا عرى ما يرتجيهِ تَقهقُرُ
وكمثل ذا، فشلتْ نُعوتُ مَعاشرٍ = فيما أبانوا في الزمانِ وعبَّروا
لا أدَّعي فيما أقولُ وكيف لي = متحيرًا في القولِ لا أتحيَّرُ؟!
ما كلُّ فهمٍ واردٌ لكمالِها = بل فهم بعض كمالِها متيّسِرُ!
أنوارُ (فاطمةَ) التي سبقتْ جميعَ ال..=..خلقِ مثلَ (مُحمدٍ) تتفجَّرُ
لمَّا تقسَّمَ نورُ ربي، كلُّ نو..= ..رٍ منهُ خَلْقٌ آخرٌ يتبلورُ
فالعرشُ والكرسيُ واللوحُ بما = يحوي مقامُ القُربِ منها يُنشرُ
وترشحّتْ من نورِها، من هيبةٍ = (للهِ) فانسجمتْ نفوسًا تَقطُرُ
وتشكلَّتْ للأنبياءِ جميعُهمْ = نَفْسٌ (بفاطمَ) في الخليقةِ تُسفِرُ
نورٌ على نورٍ، وثمَّ زجاجةٌ = الشمسُ منها للوجودِ تُكَّورُ
ومقامُها إذ تُصطفى، دون الورى = لهوَ الدليلُ بعُظمِها نتفكّرُ
(واللهُ) في (جبريلَ) أيدَّها وفي = (ميكالَ) كانَ لها مُعينٌ يَنصُرُ
فكأنما خَلْقُ (البتولةِ) كاملٌ = وجلالُهُ للحشرِ لا يتغيّرُ
هيَ نعمةٌ، غمرَ الوجودَ وجودُها = وهنا، بها، وهناكَ عقلٌ يكفُرُ
أوَ هلْ يجوزُ ينالُ روحَ (محمدٍ) = جورٌ، ويلطِمُ خدَّها مُتجبِّرُ؟!
إنّي لأبرأُ من نصوصٍ، أنكرتْ = لظُلامةِ (الزهراءِ) ما لا يُنكَرُ
لمَّا سعى الأعرابُ، كلُّ مُلَّوثٍ = والقلبُ منهُ بحكمِ جهلٍ مُوغَرُ
هُم خالفوا ربَّ الورى إذْ قدَّموا = غير الجديرِ (وحيدرًا) قد أخرَّوا
من بعدِ هَتْكِ حجابِها، فبابِها = وجدارِها جسمُ القداسةِ يُعصَر
وجنينُها إذْ خرَّ من أحشائها = قلبُ الملائكِ دونهُ يتفطَّرُ
والعرشُ حطَّ بدارِها مُستَعبِرًا = لمَّا غدا ضلعُ النبوةِ يُكسَرُ