مُـعـلَّـقَـةٌ عَــلَــى كَـعْـبَـةِ الـنَـحْـرِ
عُــيُــونٌ لِـلـغَـدِ الأَعْــمَـى
دَلِــيـلُ وَمَـــوْتٌ لـلـحَـيَاةِ هُـــوَ
الـسَـبِـيلُ
ورَأْسٌ خَــائِـضٌ فِـــي اللهِ
حَــرْبَـاً عَــلَـى رُمْــحٍ بِــلا جَـسَـدٍ
يَـصُـولُ
وعُــمْــرٌ كُــنْـهُ سَـوْسَـنِـهِ
غَـــرَامٌ وقَـــلْــبٌ كُــــلَّ ثَــانِـيَـةٍ
قَــتِـيـلُ
ووَجْــهٌ قُــدَّ مِــنْ أَلَــقِ
الـسَـمَاوا تِ؛ شَــرْقِــيٌّ حُـسَـيْـنِيٌّ
جَـمِـيـلُ
هُـوَ الـعَبَّاسُ يَحْمِلُ مِنْ هُيُولَى
ال أُلُـوهَـةِ فِــي الـوَرَى مـا
يَـسْتَحِيلُ
لَــهُ فِــي جَـوْهَـرِ الـمَـعْنَى
حُـلُولُ بِــهِ مِـنْ وَحْـشَةِ الـمَنْفَى أُفُـولُ
:
يُــخَـبّـئُ حُــزْنَــهُ قَــمَـرَاً
فَـيَـبْـدُو عَــلَـى أَشْـهَـى مَـلامِـحِهِ
الـذُبُـولُ
يَــمُــرُّ رَبِـيـعُـهُ قَـلِـقَـاً مُـــرُورَ
ال نَــدَى بـالـزَهْرِ : يَـقْـتُلُهُ
الـوُصُـولُ
عَــلَــى كَــفَّـيْـهِ غَــنَّـى
أُقْــحُـوَانٌ وإثْــــرَ دَلالِـــهِ رَقَـــصَ
الـخَـمِـيلُ
كَـــأَنَّ غَـمَـامَـةً نَـسَـجَتْ
خُـطَـاهُ: مَـــدَىً يَــنْـأَى وَديــدنُـهُ
الـهـطولُ
يَــجِـيءُ فَــرَاشَـةً والــضَـوْءُ
نَـهْـرٌ يَــسِــيــرُ وَرَاءَهُ ورُؤَىً
يَــسِــيــلُ
ويَـرْكُـضُ مِـثْـلَ أُغْـنِـيَةٍ جُـمُوحُ
ال مَـسَـافَةِ يُـشْعِلُ الـدَرْبَ
الـصَهِيلُ
يَــقُـودُ الـعُـشْبَ يَـبْـتَكِرُ
الـجِـرَاحَا تِ؛ أضْــرِحَــةً عَـلَـيْـها
يَـسْـتَـطِيلُ
سَـيَبْذُرُ فِـي الـفُرَاتِ دَمَاً غَزِيرَ
ال شُــمـوخِ غَـــدَاً تُـغَـازِلُـهُ
الـنَـخِيلُ
ويُـشْرِقُ نَـحَرُهُ فِي الطَفِّ
شَمْسَاً يُـضَـمِّـخُ وَجْــهَـهُ مِـنْـهـا
الأَصِــيـلُ
ومِــنْ شُـرُفَـاتِهِ الـوَطَنُ
الـمُدَمَّى يُــطِـلُّ ك قُـبْـلَـةٍ حَـمْـرَا يَـقُـولُ
:
أَرِقْ وَجَـعَ الـحَيَاةِ و عِشْ جَدِيدَ
ال سَـنَـابِـلِ كُـــلُّ سُـنْـبُـلَةٍ
رَسُـــولُ
نَــهَـارٌ مُـقْـفَـلٌ بَـــوحُ
الـنَـوَاويسِ لا شُـــبَّـــاكَ يُــغْــويـهِ
الــهَــدِيـلُ
ولا صُــبْـحٌ تَـنَـفَّـسَ قَــبْـلُ،
لَــيْـلٌ مِـــنَ الـمَـوْتَـى وأَزْمِــنَـةٌ
طُـلُـولُ
وقَــافِـلَـةُ الـنُـجُـومِ إلـــى
مَـــدَارٍ أخِــيـرَ الـحُـزْنِ يـأخُـذُها
الـرَحِـيلُ
جَـحِـيمٌ هَـائِـلٌ؛ ك الـهُـوَّةِ
الـطَفْ فُ؛ يَـصْـعَدُ مِــنْ مَـواقِدِهِ
الـعَويلُ
ووَادٍ غَـــيْـــرُ ذِي حُـــــبٍّ
أتَـــــاهُ لِـيَـفْعَلَ فِـيـهِ مــا فَـعَلَ الـخَلِيلُ
:
مِـــنَ الإيــمَـانِ أفْــئِـدَةٌ
سَـتَـهْوي إلــيــهِ، وكَـعْـبَـةً تَــغْـدو
الـتُـلُـولُ
سَـيَـرْفَعُ مِـنْ قَـوَاعِدِ حَـتْفِهِ
مَـشْ عَــراً / عَـلَـماً؛ يَـلُـوذُ بِــهِ
الـدَخِيلُ
وخَـيْـمـاتٍ مَـحَـابِـرَ فَـــوْقَ
جَـمْـرٍ مِــنَ الـحَـسَرَاتِ تَـكْتُبُها
الـنُصُولُ
و تَــذْرُوهـا الــرِيَـاحُ، فَـكُـلُّ
أَرْضٍ بِــهـا مِـــنْ حُـزْنِـهـا كَــلِـمٌ
ثَـقِـيلُ
كِــتَـابُ الــنَـارِ تَــقْـرَؤُهُ
الـيَـتَامَى غَــدَاً؛ حَـيْـثُ الـمُـنَى خَـيْطٌ
نَـحِيلُ
شُـمُوعٌ فِـي الـهَزِيعِ تَـذُوبُ
صَـمْتاً وصَــوْتُ اللهِ فِــي دَمِـهـا
يَـجُـولُ
رَفِــيـفٌ حَــائِـرٌ فِـــي الـمَـهْدِ،
أمٌّ تَــطُـوفُ حَـزيـنَـةً، نَــجْـمٌ
عَـلِـيـلُ
وأُخْــتٌ تَـحْـبِسُ الـشَـكْوى
بِـصَبْرٍ عَــجِـيـبٍ لا تُــصَـدِّقُـهُ
الــعُـقُـولُ
وثَــغْـرٌ يَـنْـسِـجُ الـعِـرْفَانَ
عِـشْـقَاً لَــهُ رَجْــعٌ مِـنَ الـنَجَوى خَـضِيلُ
:
(لَــكَ الـعُـتْبَى حَـبِـيبي كُـلُّ
هَـوْلٍ بِــنـا لِــرِضَـاكَ يَـــا رَبِّــي
قَـلِـيلُ)
مَـشَـتْ صُـوَرُ الـفَجِيعَةِ
خَـاشِعَاتٍ أمَــامَ فُــؤادِهِ؛ ومَـشَـى
الـكَـفِيلُ
عَــلِـيَّـاً آخَــــراً؛ جَــلَــداً
وكِــبْــراً يَــكُــونُ – إِذَا أرَادَ –
الـمُـسْـتَحِيلُ
هـــوَ الـعَـبَّـاسُ : رُبَّـــانُ
الـمَـنـايا ورَبُّ الـحَرْبِ ؛ ما اشْتَبَكَتْ
خُيُولُ
كَـــأَنَّ الــمَـوْتَ يُـشْـبِـهُهُ
تَـمَـامَـاً لَـــهُ فِـــي كُـــلِّ شِـبْـرٍ
عِـزْرَئِـيلُ
يُــؤَسِّـسُ لــلأُخَـوَّةِ مَـوْقِـفَاً
حَــيْ دَرِيَّ الــعَـزْمِ لَــيَـسَ لَـــهُ
مَـثِـيلُ
وفِـي يَـدِهِ لُـوَاءُ الحَمْدِ، تَحْكِي
ال مَـعَـالِـي عَــنْـهُ، تَـعْـرِفُهُ
الـفُـلُولُ
فَــكَـمْ قَـــرَّ الـوَصِـيُّ بِــهِ
عُـيُـونَاً وكَـــمْ سُـــرَّتْ بِـطَـلْعَتِهِ
الـبَـتُولُ
وكَــمْ مِـيـكَالُ قَـاتَـلَ عَــنْ
يَـمِينٍ لَـــهُ، كَــمْ عَـنْـهُ شَـمَّـرَ
جِـبْـرَئِيلُ
تَــظَـلُّ دُمُـــوعُ زَيْــنَـبَ
ذِكْـرَيَـاتٍ عَـلَـيْهِ تُـضِـيءُ، والـكَفُّ الـجَدِيلُ
:
مُـعَـلَّـقَـةٌ مِـــنَ الــوَجَـعِ
الإِلــهـي يَـخُـطُّ سُـطُورَها الـعَطَشُ
الـنَبِيلُ
ومِــنْ بَـحْـرِ الإِبـا نُـظِمَتْ، فَـلا
وا فِـــرٌ يَــرَقَـى، ولا بَــحْـرٌ
طَــويـلُ
بِــهــا الــعَـبَّـاسُ قُــرْآنــاً
تَــدَلّـى عَــلَـى نَــهَـرِ الـوَفَـاءِ لَــهُ
نُــزُولُ
تُــرَجْـرِجُـهُ الـبُـطُـولَةُ
والـتَـفَـانِي وتَـلْـبَـسُ مِـــنْ أَنَـاقَـتِهِ
الـفُـصُولُ
هُـوَ الحُلُمُ المُقَدَّسُ فِي جُفُونِ
ال عِــراقِ مَـشَـى؛ فـأرَّقَـها
الـذُهُولُ
هُــوَ الـرَمَـقُ الأَخِـيـرُ؛ يَـمُـرُّ
مِـنْـهُ بِــأضْـلاعِ الــغُـروبِ صَــبَـاً
عَـلِـيلُ
عَــلَـى جُــودِيِّـهِ مُــذْ أَلْــفِ
فَـتْـحٍ أنَــاخَ الـفَـضْلُ والـكَـرَمُ
الـجَـزِيلُ
ومِنْ جُوْدِ السِقَا غُصَصُ العُطاشَى تَـسِـيـلُ عَــنَـادِلاً، ويَــرِفُّ جِـيـلُ
:
مَـوَاويـلٌ مِــنَ الـغَـضَبِ
الـمُـحَلَّى بِـشْـهَدِ الـنَـصْرِ :جُــرْحٌ
سَـلْـسَبِيلُ
وجُـــرْحٌ ثَــائِـرٌ مَـــا زَالَ
يَــجِـري لِأَخْــــذِ الــثَــأْرِ سَــبَّـاقٌ
عَــجُـولُ
وجُــــرْحٌ غَــائِــرٌ لـلـعُـمِقِ
حَــتَّـى رَضِـيـعِ الـسِـبْطِ مُـعْـتَذِرٌ
خَـجُـولُ
2014م