أثّــثْ بـقـلبِ الـحـياةِ الـحـبَّ
والـمَـطَرا وازهـرْ بوجهِ الحسينِ / الماءِ حيثُ
جَرَى
واكـبُـرْ عـلى عَـجَلٍ فـي طـفِّ
وحـشتِهِ لـونُ الـسماواتِ حـزنٌ ، كـنْ لهُ
القَمَرا
عـطـشـى لـيـاليهِ ، قـلّـبْها تـجـدْ
وطـنـاً مــن الـدمـوعِ ، عـراقـاً آخَـراً ، و
قُـرَى
لـلـراحـلـيـنَ إلــيــهِ ، لـلـبـيـاضِ ، بِــــلا شِـعْـرٍ سُـواهم ، وعـاشوا كـلُّهم
شُـعَرا
هــذا الـغـيابُ شـهـيٌّ ، فـاتـخذْهُ
مَــدَىً تَـــذَرَّ فـــي الـبـاقياتِ الـصـالحاتِ
ذُرَى
عـبّـاسُ:هذا الـحـسينُ/البدءُ ،تـكتملُ
ال أشــيـاءُ فـيـهِ ، ومـنـهُ تـكـتسي
صُــوَرَا
وكــــفُّـــهُ تــنــســجُ الأحــــــلامَ
أوردةً فــي الـجـدبِ صـحـباً وأكـبـاداً لـهُ
بَـذَرا
عــزفُ الـنـحورِ مـشـى غـيماً
وأشـرعةً فـي الـريحِ ، يـحكي نواياهُمْ شَذَاً
عَطِرا
تـغـفو الـبُـدورُ ، ومــوجُ الــدّمِّ
عـاصـفةٌ تُـذكـي الـمضاجعَ ، مـا لـلظالمينَ
كَـرَى
عـبّـاسُ : هـذي الـدروبُ الـمُطْفآتُ
لـها كـــونٌ تـــراهُ، ولـكـن لا تــرى
الـبُـصَرا
الـغـاضـريـاتُ نــســوانٌ دعــنْـكَ
إلـــى عُــرسِ الـشهادةِ بـادرْ واقـطفِ
الـزَهَرَا
بــوحُ الـرمـالِ الـسـخيناتِ انـبـرى
قُـبَلاً حَـمْـرا ، وأضـرحـةً ، أوقــدْ بـها
الـعُمُرا
شَــعْـرُ الــرمـاحِ تـلـوّى ، صُــرْهُ
أغـنـيةً غـصـنُ الـسـيوفِ تـدلّى ، عـانقِ
الـثَمَرا
ذوقُ الـهـجيرِ، انـتظاراتُ الـفراتِ،
نـدىً هــذا صـحا ، تـلكَ عـينٌ تـحرسُ
الـقَدَرا
والـنـورس ُ الـظـامئُ الـنـجماتُ تـرقـبُهُ والــمـوتُ يــعـرجُ بـالـناجينَ مــا
فَـتَـرا
صـبـرُ الإلــهِ، ومـكـرُ الـقـوسِ ،
بـيـنهما جِـنـحٌ لـجـبريلَ ســالَ الـضوءَ
وانـكَسَرا
مـن لـلعصافيرِ ؟، مـا بـينَ الـخيامِ
ذَوَتْ هـــل لـلـسـنابِلِ كــفٌّ تـنـحني نَـهَـرا
؟
من يَرتِقُ الدمعَ في الأجفانِ ؟، يُبْدِلُهُ ال نـضّـاخـتـيـنِ، ويــلــقـى اللهَ
مُــعْــتَـذِرا
جـــفَّ الـنـهارُ، وشَـرْقـاً مِــلءَ
وحـدتِـهِ ســارَ الـحـسينُ ، وأبـقى صـمتَهُ
شَـجَرا
مِــثـلَ الـفَـرَاشِ تـجـذّرْ فــي
وسـامـتِهِ حـيـثُ الـجـراحُ : شـفاهٌ تـنزفُ
الـسِوَرا
تـــلـــكَ الأنــاجــيــلُ : أرواحٌ مُــعـلّـقَـةٌ كـــأنْ قـنـاديـلُ نـــورِ اللهِ فــيـهِ تُـــرى
ارْقِـــلْ خــطـاكَ نـخـيلاً ، أرضُ
حـيـرتِهِ قـد فـتّشتْ عـنكَ خِـصْباً تَـسْترُ الـصَحَرا
والأمــنـيـاتُ اعْــطِـهـا إيــمــاءَةً
ويـــداً بـيـضا لـتـرسمَ فـرشـاةُ الـمُنى
الـظَفَرا
(نَـصْـرٌ مِّــنَ الـلَّهِ) عـجّل لا تـخفْ
دَرَكـاً فَـتْـحٌ قَـرِيـبٌ لـجـيشٍ مـن رؤاكَ سَـرَى
فـــي الـمـستحيلِ ربـيـعاً ، لــو
تـوهُّـجُهُ مـــسَّ الـذبـولَ تـجـلّى مُـشْـرِقاً نَـضِـرا
عــبّـاسُ : إنَّ الـحـسينَ الـفـوزُ
نَـظْـرَتُهُ جـنّـاتُ عَـدْنٍ حَـوَتْ مـن حُـسْنِهِ
كِـسَرا
صــــوتُ الـنـهـايـاتِ آتٍ مـــن
مــآذِنِـهِ هـيّـا اخـتـصرْ لـغـةً لـلـرفضِ ، أو
دَهَــرا
لـلعزِّ ، يمحو ضبابَ الخوفِ عن غدنا
ال مـنـقـوعِ بــالـذلِّ ، والأيـتـامِ ،
والـفُـقَرا
لـلـمـتـعبينَ مـــلاذٌ فـــي جــراحِـكَ ،
إذ يــدرونَـهـا (حِــطَّــةً) ، يـأتـونَـها
زُمَـــرا
يــبـنـونَ أعـشـاشَـهـم أمْــنَــاً
بـكـعـبتِها ويـكـتـفـونَ بـنـجـواهُـمْ إلــيــكَ
قِـــرَى
عـبّـاسُ : كــلُّ الـعـذاباتِ انـتـهتْ
مُـدُناً خـضـراءَ فــي كـربـلا ، فـي لـيلِنا
زُهُـرا
والـقـربةُ ، الـوعـدُ فـيـها يـلـتظي
أمــلاً عــذرُ الـفـراتِ عـلـى أحـزانِـها
انـهَـمَرا
لـــلآنَ أخـــتُ الــنـدى تـنـسابُ
أفـئـدةً مِــنَ الـوفـاءِ ، وتــروي لـلـورى
الـعِـبَرا