ها أنتَ أنتَ فدعني أن أكونَ أنا - في الإمام الحسن (ع) السيد علوي الغريفي
ها أنتَ أنتَ فدعني أن أكونَ أنا=وافتح ذراعيكَ لي في غربتي وطنا
أبا مُحمدَ فيكَ الحُبُ أغرقني=بقدرِ موجِكَ جُوداً لم أجدْ سُفنا
هذا أنا لستُ مُلكي أنت تملكُني=وتمزجُ الروحَ يا مولاي والبدنا
هذا أنا صرتُ في كفيكَ تعجننُي=وأعظمُ الحُبِ في كفيكَ ما عُجِنا
يا أيها المجتبى زنّ للورى وطناً=بثقل معناكَ بل هبنيكَ كي أزنا
عُد بي إلى زمنٍ قد كنت تحكمُهُ =حتى أقبّلَ شوقاً ذلك الزمنا
يا يوسفَ الآلِ أشواقي سلالتُها=من نسلِ يعقوبَ إذ لا صبرَ يُسعفنا
قلبي زُليخاتكَ الولهى تراودُهُ=يا أجمل الخلقِ فيكَ العالمُ افتُتنا
كم حاربوكَ وتاهوا في جهالتهم=وأحرقوا نفسهم من أشعلوا الفتنا
وكنت أزهى شعاعٍ يُستضاءُ بهِ=وينفثُ الهَديَ والإيمانَ والسُننا
فكلمّا مَرَّ في أزماننا وثنٌ=كسّرت بالدينِ في أحشائنا الوثنا
يا أكرمَ الخلقِ جئنا نستقي أملاً=من جود كفيكَ فالأزمانُ تخذلُنا
ما صوبت نعشكَ الزاكي سهامُهُم=فقوسُهم ساعةَ التشييعِ صوّبنا
وكنت من ذاد عنّا رغم محنتهِ=وكنت تمسحُ من أجفاننا الشجنا
يا ليت أرواحَنا تسمو بأجنحةٍ=ونحو قبرك أشواقٌ تطيُرنا
إنّا عشقناكَ في سرٍ وفي علنٍ=لا شيء في الحبِّ يُخفي السرَ والعلنا
إنا عشقناكَ إيمانا ومُعتَقداً=وسائرَ العمرِ كنتَ المهدَ والكفنا
فما فهمنا حُسيناً في قداستهِ=لو لم نكنْ في السجايا نفهمُ الحَسَنا