ها أنتَ أنتَ فدعني أن أكونَ أنا=وافتح ذراعيكَ لي في غربتي وطنا أبا مُحمدَ فيكَ الحُبُ أغرقني=بقدرِ موجِكَ جُوداً لم أجدْ سُفنا هذا أنا لستُ مُلكي أنت تملكُني=وتمزجُ الروحَ يا مولاي والبدنا هذا أنا صرتُ في كفيكَ تعجننُي=وأعظمُ الحُبِ في كفيكَ ما عُجِنا يا أيها المجتبى زنّ للورى وطناً=بثقل معناكَ بل هبنيكَ كي أزنا عُد بي إلى زمنٍ قد كنت تحكمُهُ =حتى أقبّلَ شوقاً ذلك الزمنا يا يوسفَ الآلِ أشواقي سلالتُها=من نسلِ يعقوبَ إذ لا صبرَ يُسعفنا قلبي زُليخاتكَ الولهى تراودُهُ=يا أجمل الخلقِ فيكَ العالمُ افتُتنا كم حاربوكَ وتاهوا في جهالتهم=وأحرقوا نفسهم من أشعلوا الفتنا وكنت أزهى شعاعٍ يُستضاءُ بهِ=وينفثُ الهَديَ والإيمانَ والسُننا فكلمّا مَرَّ في أزماننا وثنٌ=كسّرت بالدينِ في أحشائنا الوثنا يا أكرمَ الخلقِ جئنا نستقي أملاً=من جود كفيكَ فالأزمانُ تخذلُنا ما صوبت نعشكَ الزاكي سهامُهُم=فقوسُهم ساعةَ التشييعِ صوّبنا وكنت من ذاد عنّا رغم محنتهِ=وكنت تمسحُ من أجفاننا الشجنا يا ليت أرواحَنا تسمو بأجنحةٍ=ونحو قبرك أشواقٌ تطيُرنا إنّا عشقناكَ في سرٍ وفي علنٍ=لا شيء في الحبِّ يُخفي السرَ والعلنا إنا عشقناكَ إيمانا ومُعتَقداً=وسائرَ العمرِ كنتَ المهدَ والكفنا فما فهمنا حُسيناً في قداستهِ=لو لم نكنْ في السجايا نفهمُ الحَسَنا