بـمـولـدهـا تـفـتـحت الــزهـورُ
لــهـا ذِكْـــرٌ تـخـلِّـدُهُ الــدهـورُ
وغـردتِ الـبلابِلُ فـي الـنواحي
وفـاحَ الـمسكُ وانـتشرَ الـعبيرُ
وأنـــوارُ الـنـبـيِّ لـهـا أشـعَّـتْ
فـزيـنـبُ حـيـثما ذكــرت تـنـيرُ
أمــيـرةُ كـــلِّ قـلـبٍ مـطـمئنٍ
سـقـاها الـطهرَ والـدُها الأمـيرُ
وأزهـرتِ الـشمائلُ في خطاها
مــع الـزهـراءِ تـنتعشُ الـزهورُ
وعـاشـتْ فـي ظـلالِ أخ زكـيٍّ
كــريـمٍ إنـــهُ الـسـبطُ الـكـبيرُ
ورافقتِ الحسينَ وما استكانتْ
وكـانـت بـالـفدا نـعـمَ الـنـصيرُ
تـحـدَّى نـورُهـا ظـلـماتِ وغــدٍ
هـو الـليلُ الـعبوسُ الـقمطريرُ
هــو الـزقـومُ او شـجـرٌ خـبيثٌ
هــو الـطاغونُ والـداءُ الـخطيرُ
هـو الـطاغوتُ لـو يبقى تهاوتْ
صـروحُ الدينِ وانحرفَ المسيرُ
وهـــادمُ كـعـبـةٍ ولـيـئمُ طـبـع ٍ
وشــاربُ خـمرةٍ وحـشٌ حـقيرُ
وقـاتـلُ أنـفـسٍ وقـبـيحُ نـفسٍ
ومـفـسـدُ أمـــةٍ قــزمٌ صـغـيرُ
تـحكَّم فـي مـصيرِ الناس حتى
تـردَّى الـوضعُ بل ضاع المصيرُ
فـثـارَ حـسـينُ كـالبركانِ حـتى
جـرتْ مـن نـحرِهِ تـلك الـبحورُ
وزيـنـبُ تـنـظرُ الأحـرارَ قـتلى
ومـن دَمِـهم تـضمَّختِ الصدورُ
وكـانت ثـورةً فـي الـركب لـمَّا
مـشـت فـيـه الـسبايا والأسـيرُ
وكــانـت لــبـوةً لـلـحـقِّ لــمَّـا
عـلا مـنها عـلى الطاغي الزئيرُ
زئــيــرٌ زيـنـبـيٌ فـــي صـــداهُ
إبـــاءٌ تـسـتقي مـنـه الـعـصورُ
ومـن نـظَرَاتها نُـسفتْ عروشٌ
ومــن كـلماتِها انـهارتْ قـصورُ
ومــن خَـطَـواتِها بُـنيَتْ نـفوسٌ
يُـشيِّدُ صـرحَها الـقلبُ الـصبورُ
ومن عين الأسى أجرتْ دموعاً
فـمـاذا حـقـق الـدمعُ الـغزيرُ؟
لـقـد روَّى زهــورَ الـحـقِّ لـمَّـا
سـقى الـعشَّاقَ منبعُها الطهورُ