نـحـنُ جـئنا مـوكباً يـعبقُ بـالذكر الـحكيمْ
نـحملُ الأعـلامَ سـودا آهِ فالخطبُ عظيمْ
ماتَ من قدْ قادَنا نحو الصراطِ المستقيم
قمةُ الأخلاق من يدعو إلى القلب السليم
إنــنـا بـالـحـزن جـئـنـا لـلـنـبي الـمـرسلِ
ورأيـنا الـدمعَ فـي عـين الـكتابِ الـمُنزلِ
ورأيــنـا فـاطـمـاً تـــذرفُ دمـــع الـمُـقلِ
ورأيـنـا الـحـزنَ قــد زَلـزلَ أرْكـانَ عـلي
مــات طــه وهــو لـلـناسِ بـشـيرٌ ونـذيرْ
يُـنذرُ الناس من اليومِ العبوسِ القمطريرْ
لـيـسَ لـلـظالمِ فـيـهِ مـن ولـيٍّ أو نـصيرْ
حـيثُ مأواهُ لظى النيرانِ يا بئسَ المصيرْ
هـو طـه والـرسولُ الـطاهرُ الطهرُ الأجلْ
كـانَ يـدعوهم إلـى الإيمانِ من دونِ ملَلْ
ولــقـد كــانـوا عـبـيـداً لــضـلالاتِ هُـبـلْ
وهــمُ الـجمعُ الـذي بـالعصبيات اضـمحلْ
عَــبَـدَ الله وقـــد هــلَّـل إيـمـاناً وصـدقـا
كـانَ فـي الـسجدةِ للقمَّةِ نحو اللهِ يرقى
ولـقـد قــال إلــهُ الـكـون لـلـبعوث حـقا
إيــهِ طـه أنـا مـا أنـزلتُ قـرآني لـتشقى
أخـرج الـناسَ مـن الـظُلمِ وبـؤس الظُلمِ
نــــوَّر الأمَّــــة بـالـقـرآنِ خــيـرِ الـكـلـمِ
قـــادتِ الـعـالـمَ بـالـعـلمِ وحِـبـر الـقـلمِ
بـعـدما اسـتعبدها الـجَهْلُ وخـزيُّ الـصنمِ
مـهبطُ الـوحي وخـيرُ الـرُسْلِ خيرُ الأنبياءْ
بـكـتْ الأرضُ عـلـيهِ مــع أمـلاكِ الـسماءْ
هــو يــس الــذي قــد مــلأ الـدنيا ضـياءْ
وعـظيمٌ قـد سـما فـوق جـميعِ الـعظماءْ
أمـة الإسـلامِ قـومي ودِّعـي جدَّ الحسينْ
واذرفـي دمـعَ الأسى لفقده من كلِّ عينْ
واسـمـعيهِ وهــو يـوصـي بـابتاع الـثقلينْ
لــن تـضلوا وسـتحظونَ بـخير الـنشأتين.
مــن دنــا ثــم تـدلـى وهــو لـلـه مـطـيعْ
قابَ قوسين سما أحمدُ ذو الشأن الرفيعْ
ولـه الـمقامُ مـحمودٌ وفـي الحشرِ شفيعْ
قـد أتـى لـلناسِ بـالخيرِ كـما يـأتي الربيعْ