انكسارات الأهلّة ..
أمل الفرج
أدمى هلالكَ يا شهرَ الأسى الدينا = فاحمرَّ أفقٌ أسالَ القلبَ والعينا
وطافَ ناديكَ في الآناءِ منكسرًا = ينعى حسيناً بصوتٍ باتَ مسكونا
برفرفاتِ الجوى والدمع يقطرها = شهرٌ حرامٌ سيتلوهُ الأسى فينا
فيا محرّمُ فاخشعْ بالبكاءِ وطفْ = سبعاً على الحزنِ صلِ فيهِ محزونا
فربّةُ الوجعِ الأسمى تفيضُ دماً = على الحُسينِ تناجي النبضَ تأبينا
أورادكِ البكرُ يا زهراءُ ساكبة ً = نهرًا من الآهِ مشجواً وملحونا
فيا أهلّةَ ما تعطينَ من ألمِ = عشراً عزاءً ستُبقي الكونَ مشجونا
ففي سواقيَ عاشوراء تلبية ٌ = للنزفِ والنزفُ بالأوجاعِ مقرونا
لبَّى لهُ العمرُ منذوراً وشافعهُ = أنْ سوفَ نهديهِ في ركبِ المضحّينا
فيا ليالي الأسى يا شهقة ً نزفت = من الملائكِ بالآهاتِ لفينا
سيري عزاءً إلى أطيابِ يثربَ في = رحلٍ لفاطمةِ الزهراء تأوينا
سيري عزاءً كأشجى ما يكونُ بنا = خفقاً ينادي رسولَ اللهِ هادينا
خذيهِ واقتطفي من حزنهِ فلكاً = نحوَ الغريِ بأنفاسِ المعزينا
خذي احمرار الثريّا حرقةً سكنت = على دوربِ طفوفِ الحزنِ تأتينا
لكربلاءَ لأورادِ النزوفِ إذا = تعطّش الماءُ صارَ الدمعُ يروينا
أتى المحرّمُ لا سُكنى سواهُ ولا = سوى المآتم في الأرجاء تأوينا
مضمّخاتٌ بأنهار النداء أيا = حسينُ فاقبلْ مع الشكوى تعازينا
وساورِ الروحَ عمّا تجتلي ألماً = كانت حكاياتهُ عشراً تُصلينا
فيا الذي من نزيفِ القلب يرسمنا = إنا المحبون أنهرنا القرابينا
جنت جوارحُنا وانهالَ مكمنها = كعابسٍ فتقبّلنا مجانينا
نطوفُ نسعى نلبي والزيارةُ في = شفاهنا غرقتْ والبوحُ يشجينا
ندورُ كالأنجمِ الولهى مخضّبةً = بآيةِ الدمع والشُعرى تنادينا
بأن ننادي حسيناً دائماً أبداً = فكلُّ يومٍ بعاشوراء يدمينا
وكلُّ أرضٍ تراءى الطفُ في دمها = فكبّرت باسمكَ الأعلى بنادينا
إنا رأيناهُ في كلِّ الدنى وطناً = إن رأينا حسينَ السبطِ يحمينا
إنا وجدناهُ في أوجاعنا نغماً = ولو تسربل بالأحزانِ يشفينا
إنا وجدنا حسيناً في هوّيتنا = وبصمةُ الحزنِ كانت فطرةً فينا