أدمى هلالكَ يا شهرَ الأسى الدينا = فاحمرَّ أفقٌ أسالَ القلبَ والعينا وطافَ ناديكَ في الآناءِ منكسرًا = ينعى حسيناً بصوتٍ باتَ مسكونا برفرفاتِ الجوى والدمع يقطرها = شهرٌ حرامٌ سيتلوهُ الأسى فينا فيا محرّمُ فاخشعْ بالبكاءِ وطفْ = سبعاً على الحزنِ صلِ فيهِ محزونا فربّةُ الوجعِ الأسمى تفيضُ دماً = على الحُسينِ تناجي النبضَ تأبينا أورادكِ البكرُ يا زهراءُ ساكبة ً = نهرًا من الآهِ مشجواً وملحونا فيا أهلّةَ ما تعطينَ من ألمِ = عشراً عزاءً ستُبقي الكونَ مشجونا ففي سواقيَ عاشوراء تلبية ٌ = للنزفِ والنزفُ بالأوجاعِ مقرونا لبَّى لهُ العمرُ منذوراً وشافعهُ = أنْ سوفَ نهديهِ في ركبِ المضحّينا فيا ليالي الأسى يا شهقة ً نزفت = من الملائكِ بالآهاتِ لفينا سيري عزاءً إلى أطيابِ يثربَ في = رحلٍ لفاطمةِ الزهراء تأوينا سيري عزاءً كأشجى ما يكونُ بنا = خفقاً ينادي رسولَ اللهِ هادينا خذيهِ واقتطفي من حزنهِ فلكاً = نحوَ الغريِ بأنفاسِ المعزينا خذي احمرار الثريّا حرقةً سكنت = على دوربِ طفوفِ الحزنِ تأتينا لكربلاءَ لأورادِ النزوفِ إذا = تعطّش الماءُ صارَ الدمعُ يروينا أتى المحرّمُ لا سُكنى سواهُ ولا = سوى المآتم في الأرجاء تأوينا مضمّخاتٌ بأنهار النداء أيا = حسينُ فاقبلْ مع الشكوى تعازينا وساورِ الروحَ عمّا تجتلي ألماً = كانت حكاياتهُ عشراً تُصلينا فيا الذي من نزيفِ القلب يرسمنا = إنا المحبون أنهرنا القرابينا جنت جوارحُنا وانهالَ مكمنها = كعابسٍ فتقبّلنا مجانينا نطوفُ نسعى نلبي والزيارةُ في = شفاهنا غرقتْ والبوحُ يشجينا ندورُ كالأنجمِ الولهى مخضّبةً = بآيةِ الدمع والشُعرى تنادينا بأن ننادي حسيناً دائماً أبداً = فكلُّ يومٍ بعاشوراء يدمينا وكلُّ أرضٍ تراءى الطفُ في دمها = فكبّرت باسمكَ الأعلى بنادينا إنا رأيناهُ في كلِّ الدنى وطناً = إن رأينا حسينَ السبطِ يحمينا إنا وجدناهُ في أوجاعنا نغماً = ولو تسربل بالأحزانِ يشفينا إنا وجدنا حسيناً في هوّيتنا = وبصمةُ الحزنِ كانت فطرةً فينا