روي عن سهل بن سعد الساعدي، قال: خرجت إلى بيت المقدس حتى أتيت دمشق فرأيت أهلها قد علقوا الستور والحجب والديباج، وهم فرحون مستبشرون، وعندهم نساء يلعبن بالدفوف، فقلت في نفسي: الأهل الشام عيد لا نعرفه؟ فرأيت قوماً يتحدثون، فقلت: يا قوم، ألكم في الشام عيد لا نعرفه؟
قالوا: يا شيخ، نراك غريباً؟
قلت: أنا سهل بن سعد، رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله(وحملت حديثه. قالوا : يا سهل، ما أعجب السماء لا تمطر دما والأرض لم تنخسف بأهلها؟
قلت: ولم ذاك؟
قالوا: هذا رأس الحسين عترة محمد صلى الله عليه وآله يهدى من العراق.
الإمام زين العابدين (ع) يطلب ثوبا من
سهل بن سعد الساعدي
قال سهل بن سعد الساعدي: أقبلت على علي بن الحسين (ع) وقلت له: مولاي هل لك من حاجة؟ فقال لي: هل عندك من الدراهم شيء؟ فقلت: ألف دينار وألف وَرقة. فقال: خذ منها شيئا وادفعه إلى حامل الرأس وأمره أن يبعده عن النساء، قال سهل، ففعلت ذلك ورجعت إليه وقلت له: مولاي فعلت الذي أمرتني، هل من حاجة أخرى؟ قال: يا سهل هل عندك ثوب عتيق؟ قلت: سيدي ما تصنع به، (أنتم تهدون إلى الناس الثياب الثمينة وتسألني ثوبا بالي)؟ قال: يا سهل لأضع تحت الجامعة فإنها أكلت عنقي. قال سهل: فناولته الثوب، فلما رفع الجامعة سالت الدماء من تحتها.
سهل الساعدي في الشام
يا شامُ تبَّاً للئيم الحاقدِ= أتعيِّدينَ بيومِ بؤسٍ أسودِ
يومٌ بهِ قتلَ الطواغيتُ الهدى= ورقى على صدرِ الحسينِ المعتدي
أو تفرحينَ بيومِ حزنِ المصطفى= وتزغردينَ لقتلِ آل محمدِ؟
أوَ تهنأينَ بزينةٍ وسعادةٍ= والآلُ في قيدٍ وشرِّ تشرُّدِ؟
أوَ تلبسينَ جديدَكِ من بعدِ ما= سُلبتْ ثيابُ السبطِ دونَ ترددِ؟
أتُرى نُصرتِ على عدوٍّ مشركٍ= أم فاسقٍ أم مجرمٍ متمردِ؟
لم أنسهُ إذ جاءَكِ متحيِّراً= في عيدِكِ سهلُ بنُ سعدِ الساعدي
قد جاءَ يسألُ هل ترى في الشام مِن= عيدٍ جديدٍ في الورى لم يُعهدِ؟
وأتاكِ والزيناتُ فيكِ تزدهي= والقهقاتُ علتْ بصوتٍ مُرعدِ
ونساؤكِ بالدفِّ تضربُ عندما= بشماتةٍ كانت تروحُ وتغتدي
وأتتكِ قافلةٌ من الأسرى ومَنْ= يُدعى بزين العابدينَ الساجدِ
فأتاهُ سهلُّ الساعديُّ وقال يا = مولاي هل لك حاجةٌ يا سيدي؟
يا سهلُ إن كانت لديكَ دراهمٌ= ادفع لحامل رأسِ أشرف سيدِ
كي يُبعدَ الرأسَ الشريفَ عن النسا= فلقد خُزينا من عيون الجاحدِ
يا سهلُ جامعةُ العدى قد جرَّحتْ= عنقي وهذا القيدُ قد أدمى يدي
فلتعطني ثوباً عتيقاً بالياً= كي أتقي من شرِّ قيدٍ مجهدِ
وضع الثياب عليه تحت سلاسلٍ= فتلطخت بدم الإمام العابدِ