ليلة الميلاد ( القائم –عج-)
الشيخ علي بن حسن الجشي
كست الدنيا ابتهاجا وفخارا= ليلة في فجرها الكون استنارا
ليلة في فجرها حامي الهدى= بسناه قمر الرشد استدارا
اذ تجلى نور زين الأرض بل= والسماوات وقد عم انتشارا
رحمة الله التي قد وسعت= كل شيء لو بها الكل استجارا
ويد الله التي عمت ندى=كل شيء فتعالت أن تجارا
صاحب العصر الذي قام به= كل شيء وبه الأطلس دارا
جمعت فيه صفات الرسل من= ادم وامتاز عزا و فخارا
مصدر العلم فما في اللوح عن= قلم الوحي من الرشح استمارا
ورث العلم من الرسل وما= كان الا عنه بدءا واستدارا
من يهني نرجسا اذ حملت= سيدا أشرف من جاء وسارا
أودعت نور الهدى الهادي الى= سبل الحق لمن أم انتشارا
طالما مدت له الأعين من= كل مظلوم به يرجو انتصارا
بشر الله به الرسل وقد=بشرت كل امرىء يطلب ثارا
فمتى يهتف ما بين الورى= جبرئيل باسمه السامي جهارا
ومتى تشرق منه غرة=ألفت خوفا من الاعدا السرارا
ومتى ينشر في نصر الهدى= راية طاف بها النصر ودارا
راية قد قرن النصر بها= حيث ما سارت وراها النصر سارا
ومتى ينتقم الله به= للهدى ممن عليه قد أغارا
عجبا من جاحد مولده= اذا رأى طول البقى منه فحارا
ليت شعري أبقا أبليس للوقت= مقبولا وفي هذا يمارى
أترى الجبار يخلي الارض من= حجة لا يترك الخلق حيارى
فهو الحجة من قد ختمت= حجج الله به لكن توارى
لا تخلي غيبته تمنع عن فعله= ما شاء في الكون اقتدارا
ألابليس نفوذ نحو ما= شائه في أنف الخلق سرارا
وولي الله عما شائه= تمنع الغيبة بل ما شاء صارا
فمتى عيسى يصلي خلفه= وله يدعو اذا قام انتصارا
ونراه نافذا سلطانه= وملوك الارض تنقاد صغارا
ان يسر حفت به الاملاك من= كل وجه والقضا يبدي ائتمارا
لم يسر بالجيش إلا وسرى= قبله الرعب لمن أم فحارا
كل جبار عنيد ان يطأ=أرضه أورثه الرعب انكسارا
لا ترى حصنا منيعا دونه= مانعا ما امه إلا ومارا
هو أمر الله هل من عاصم= دونه يلفي وان جل اقتدارا
فانتقم يا فرج الله فلا=نترجي ممن سواك الانتصارا
طالت الغيبة حتى سفهت= سفهاء الناس آرانا احتقارا
ورمونا بسهام البغي إذ= امنوا ان نتقاضى بك ثارا