لله رزء به كم للرشاد هوى
الشيخ عبد الحسين أحمد شُكر
للهِ رُزءٌ به كَم للرشاد هوى = ركنٌ، وكم فيه بيتٌ للضلالِ بُنِي!
رُزءٌ به عَرَصاتُ العلم قد بَقيت = دَوارساً مِن فُروضِ الله والسُّنَنِ
لا غَروَ إن تكنِ الأكوانُ قد خَلَعَت = ثوبَ المحاسن مِن حُزنٍ على الحسَنِ
فإنّهُ كانَ في الأشياء بَهجَتَها = قد قام فيها مقامَ الروحِ في البَدنِ
ما لِلقضاءِ وللأقدارِ فيه مَضَت = وهْو الذي أبداً لَولاهُ لم تَكُنِ ؟!
للهِ كم أقَرحَت جَفنَ النبيِّ، وكم = قد ألبَسَت فاطماً ثوباً من الحَزَنِ!
لم أنسَ يومَ عميد الدِّين دَسَّ بهِ = لجَعدةَ السمَّ سِرّاً عابِدُ الوَثَنِ
كيما تُهَدَّ مِن العَليا دِعامَتُها = فجَرَّعتهُ الردى في جُرعةِ اللَّبَنِ
فَقطَّعَت كبِداً ممّن غدا كبداً = لفاطمٍ، وحَشاً مِن واحدِ الزَّمَنِ
حتّى قضى بنقيعِ السمِّ مُمتثلاً = لأمرِ بارئهِ في السرِّ والعَلَنِ
فأعوَلَت بَعدَهُ العَليا وبُرقِعَتِ =الشمسُ المنيرةُ في ثوبٍ من الدُّجَنِ
مَن مُبلِغٌ حَيدرَ الكرّارَ مُنتَدِباً: = يا مُنزِلَ المَنِّ والسلوى بلا مِنَنِ
كيفَ اصطبارُكَ والسِّبطُ الزكيُّ غدا= نَهباً لحقدِ ذوي الأضغانِ والإحَنِ ؟!
مَن مُبلِغُ المصطفى والطهرِ فاطمةٍ = أن الحسينَ دماً يبكي على الحسَنِ
يدعوه يا عَضُدي في كل نائبةٍ = ومُسعِدي إن رماني الدهرُ بالوَهَنِ
قد كنتَ لي من بني العَليا بَقيّتَهُم = وللعدوِّ قَناتي فيكَ لم تَلِنِ
فاليومَ بعدَكَ أضحت وهي ليّنةٌ = لِغامزٍ، وهنيءُ العيشِ غيرُ هَني
لهفي لزينبَ تدعوهُ ومُقلتُها = عَبرى، وأدمُعُها كالعارضِ الهَتِنِ