للهِ رُزءٌ به كَم للرشاد هوى = ركنٌ، وكم فيه بيتٌ للضلالِ بُنِي! رُزءٌ به عَرَصاتُ العلم قد بَقيت = دَوارساً مِن فُروضِ الله والسُّنَنِ لا غَروَ إن تكنِ الأكوانُ قد خَلَعَت = ثوبَ المحاسن مِن حُزنٍ على الحسَنِ فإنّهُ كانَ في الأشياء بَهجَتَها = قد قام فيها مقامَ الروحِ في البَدنِ ما لِلقضاءِ وللأقدارِ فيه مَضَت = وهْو الذي أبداً لَولاهُ لم تَكُنِ ؟! للهِ كم أقَرحَت جَفنَ النبيِّ، وكم = قد ألبَسَت فاطماً ثوباً من الحَزَنِ! لم أنسَ يومَ عميد الدِّين دَسَّ بهِ = لجَعدةَ السمَّ سِرّاً عابِدُ الوَثَنِ كيما تُهَدَّ مِن العَليا دِعامَتُها = فجَرَّعتهُ الردى في جُرعةِ اللَّبَنِ فَقطَّعَت كبِداً ممّن غدا كبداً = لفاطمٍ، وحَشاً مِن واحدِ الزَّمَنِ حتّى قضى بنقيعِ السمِّ مُمتثلاً = لأمرِ بارئهِ في السرِّ والعَلَنِ فأعوَلَت بَعدَهُ العَليا وبُرقِعَتِ =الشمسُ المنيرةُ في ثوبٍ من الدُّجَنِ مَن مُبلِغٌ حَيدرَ الكرّارَ مُنتَدِباً: = يا مُنزِلَ المَنِّ والسلوى بلا مِنَنِ كيفَ اصطبارُكَ والسِّبطُ الزكيُّ غدا= نَهباً لحقدِ ذوي الأضغانِ والإحَنِ ؟! مَن مُبلِغُ المصطفى والطهرِ فاطمةٍ = أن الحسينَ دماً يبكي على الحسَنِ يدعوه يا عَضُدي في كل نائبةٍ = ومُسعِدي إن رماني الدهرُ بالوَهَنِ قد كنتَ لي من بني العَليا بَقيّتَهُم = وللعدوِّ قَناتي فيكَ لم تَلِنِ فاليومَ بعدَكَ أضحت وهي ليّنةٌ = لِغامزٍ، وهنيءُ العيشِ غيرُ هَني لهفي لزينبَ تدعوهُ ومُقلتُها = عَبرى، وأدمُعُها كالعارضِ الهَتِنِ

Testing
عرض القصيدة