قد كانَ في بعضِ الحقولِ قُبَّرة تـعـصِبُ الــرأسَ عـلـيها
غَـبرة
هـجـمَ الـنـسرُ عـلـى
فـرخـتِها ورأتـهـا فــي الـثـرى مـحتضرة
يـتـلظى الـحـزنُ فـي
أحـشائِها وهــي تـنعى روحَـها
الـمنحدرة
قــد بـكـتْ ثـم نـعتْ
وانـتحبتْ والــدمـوعُ بــالأسـى
مُـنـفجرة
ذبَّ فـيها الـيأسُ واسوَّدَ
الفضا " سـتروني فـي غـد ٍ
مـنتحرة"
لا أطـيقُ الـعيشَ فـالدنيا
غدت فــي عـيـوني كـترابِ
الـمقبرة
هـكـذا تـشجو بـصوت ٍ مـفجع
ٍ فـأحـيـطتْ بـالـطـيور ِ
الـبـررة
كـفـنوا الـفرخةَ واروهـا
الـثرى والـقـلـوبُ بـالأسـى
مـعـتصرة
وبــنـوا فـــوق ضـريـحـها
لـهـا قـبَّةَ الـمأساةِ صـوتَ
الـزمجرة
صــبَّـروا الأمَّ وقــالـوا:
هـوِّنـي روعَـــكِ إنَّ الـنـسـورَ
فــجـرة
إنَّ ربَّ الــكــونِ إن
أمـهـلـهـمْ ســيـذقـونَ عــــذاب
الآخـــرة
إصــبـري تـجـلـدي لا
تـيـأسـي واثـبتي وسـط السيول
الهادرة
كـفـكـفتْ أدمـعَـها ثــم
دعــتْ كـلَّ طير ٍ في الحقول ِ
النضرة
وابــتـدتْ خـطـبـتها بـصـرخـة
ٍ سـيـلاقي الـنـسرُ يـومـاً
بـطرَه
إنـــهُ بـالـظـلم ِ مــهـزومٌ
وذي فـرخـتـي مـذبـوحـةٌ
مـنـتـصرة