نحيب القلوب
السيّد هاشم الموسوي
إنَّ القلوبَ انتحبتْ=على فِراق ِ بَهْجَتِ
والتفَّتْ الأرواحُ في =فنائِهِ و مَاجَتِ
قَدْ ذَرَفَتْ دُمُوعَها=وقدْ بَكَتْ وَعَجَّت ِ
وارتفعَتْ أصواتُها=بالنَّوح ِ أوْ بالضجَّة ِ
وقُمُّ في أرزائِهَا=من الفراق ِ ارتجَّتِ
وقدَّمتْ عزَاءَها=إلى الإمام ِ الحجَّةِ
حَجَّتْ إلى جنازةٍ=بالدمع ِ أيَّ حَجَّة ِ
وأرسلتْ جثمانَهُ=إلى نعيم الجنَّة ِ
في بركاتِ المصطفى =في بَرَكَاتِ البِضْعَةِ
قد صدَقَ أبوكَ إذْ=سمَّاكَ مُحَمَّدْ تقي
كنتَ كثيرَ الحمد ِ في =حياتِكَ ومتَّقِ
منذُ صباكَ عابدٌ=إلى الإلهِ ترتقي
تبكي بكاءَ عارف ٍ=يهمي دموعَ العاشق ِ
في سجدة ٍ طويلة ٍ=همتَ بقلب مشرق ِ
عيناكَ تنظرُ السَّما=والروحُ في تألُّق ِ
والشَّيبةُ البيضاءُ في =هيبةِ فذٍّ صادِق
والدَّمْعُ فيها سَائلٌ=يَسيلُ في تَرَقْرُق
مغْرْورَقُ العينين ِما =أحلاكَ من مغرَوْرَق
العالمُ العارفُ قدْ=قامَ مقامَ المرسَلِ
فروَّضَ النفسَ على ال=صلاة ِ والتَبَتُّل ِ
إذا رأيتَ وجهَهُ=عنكَ الهمومُ تنجلي
إذا التقيتَ تلتقي=بالذاكر ِ المُهلِّل ِ
وبالمسَبِّحِ وبال=مكبِّر ِ المحوقل
إنْ وعظ َ وأرشدَ=أفاضَ بالمناهل ِ
سيرتُهُ وعمرُهُ=يفيضُ بالفضائل ِ
قدْ زهدَ في لَذِّة ٍ=أو شهوة ٍ بباطل ِ
ما هذه الدُنيا سوى=منزلَ بؤس ٍ زائل ِ
وقد تربَّى وارتوى=من فيض ِ مولانا علي
26 جمادى الأولى 1430هجري