تفاحة الجنة من النطفة إلى البعث السيّد هاشم الموسوي
كَتَبْتُ شِعري مِن لَظى دَمْعَتي=حِيْنَ تَذَكَّرْتُ أسَى البِضعةِ
صُبَّتْ عَلَى الأيَّام ِ أرزاؤهَا=فأظْلَمَتْ كالْلَّيل ِ واسوَّدتِ
تُفَّاحَةُ الجنَّةِ مَاذا جرى=آه ٍ عَلى تُفَّاحةِ الجنَّةِ؟
ونطفةُ الفِرْدَوْسِ قد أُودِعَتْ=في صُلبِ خيرِ الإنْسِ والجِنَّةِ
أنبتها المخْتَارُ مِن طُهْرِهِ=وفجَّرَ الكوثرَ في النبتة
لو أنَّ طوبى بَشراً مَاثلاً=لكانتِ الزهراءَ في النسوةِ
طُوبى لطُوبى إنَّها شُبِّهتْ=بفاطم ِ الشموخ ِ والعزةِ
ومُنتهى سِدرَتِها في العُلا=مَن ذا الذي يبلغُ للسِدرةِ؟
في آيةِ التطهيرِ أسرَارُها=تربعتْ في قمة العصمةِ
والعسْكريُّ قالَ في حِكمةٍ=وبيَّنَ المقامَ في روعةِ
إذ قالَ إنَّا حُججُ اللهِ في ال=أرض بلا شك ٍ ولا ريبةِ
وفاطمُ الزَّهراءُ نُور الهُدى=وحجةُ الله ِ على الحجةِ (1)
المصطفى قالَ لهم مُوصياً=تمسَّكوا بالذكر والعترةِ
فقوبلتْ مُذ رحل المصطفى=بالظلمِ والإقصاء والهجمةِ
مَا عاشتِ الفرحَةَ في لحظةٍ=مذ غاب عنها مُنقذُ الأمةِ
فغُصّة ٌ تتبعها غُصَّة=ولوعة ٌ تأتي على لوعة ٌ
أمضي إلى طيبة َ حيثُ الأسَى=يموجُ في قلبيَ في طيبة
أبحثُ عَن قبر ٍ وعن مشهد =ٍوَعَن ضريحها عن القبةِ
فَلا أرى قبراً ولا مَشهداً=فيستهلُّ الدَّمعُ في وَجنتي
وسَافرتْ رُوحي إلى عَصْرِها=حيثُ توارى التربَ في خُفية
يا من حملتم نعشها في الدُّجى=أتدفنُ الأنوارُ في الظلمةِ؟
جنازةٌ قد شيَّعتها السَّما=والأرضُ في نوم ٍ وفي غفلةِ
حَتى إذا مَا بُعِثتْ أجهَشَتْ=وبَادرتْ بالنَّوحِ والندبةِ
تبكي على مَا فعلوا بابنها=إذ ضرَّجوهُ وهو في غربةِ
وبضَّعوهُ وهو ظام ٍ على=أحجارِ أرض الطفِّ والتربةِ
يا ربِّ عانيتُ عظيم البلا=وعانتِ الأهوالَ ذريتي
مُنعتُ حقي ثمَّ ورَّثتُهم=رفضيَ للظلمِ وثوريَّتي
غرة جمادى الآخرة 1431ه
Testing
(1) الإمام العسكري: " نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة الله علينا ".