يـــــــــا بــــشــــرُ
اخـــبـــرنــي عــــــــن حــــالــــةِ
الـــمــولــى
هـــــــــــــل جــــســــمُــــهُ
دام ورأسُــــــــــــــهُ
يُـــــــهـــــــدى
قـــدْ جــاءَ بـشـرٌ يَـحْـمِلُ
الـخَـبرا فــكــيــفَ لاقـــتــهُ ولاقـــاهــا
؟
قـــد قُــتـلَ الـحـسـينُ يــا
ويـلـي فــــارقَــــنـــا وجــــــــــاورَ الله
َ
قــــفْ وتــمَـهَّـلْ أيــهــا
الـنـاعـي فـالـنـعـيُ قـــدْ مـــزَّقَ
أحـشـاهـا
رِفــقـاً بــهـا فـالـخـطبُ
أذهـلـهـا ضَــحَّـتْ ومـــا أغــلـى ضـحـايـاها
تـسـألُ عــن قـتلِ ِالـحسين ِ
ومـا تــســألُ عــــن مَــصـرَع
أبـنـاهـا
ســـــــيــــــدة
ُالإصـــــــــــــرارْ وقــــــــمـــــــة
ُالإيـــــــثـــــــارْ
فـــــــــي كــــــــلّ
ِعـــاصـــفــة مُــــلْـــهـــمَـــة
ُالأحـــــــــــــرارْ
مــا تـحـتَ أقـدامِـكِ يـا
سـيدتي؟ الـجـنة ُالـعـظمى ومـا فـي
الـجنةِ
لأنـــكِ الأمُ الــتـي فـــي الـقِـمة
ِ تــفـيـضُ بِــالـحـبِّ وبـالـعـاطـفة
ِ
تُــعـلـمُ الإيــثــارَ كــــل َّ الأمـــة ِ
لــقــدْ رَفــرفــتِ فــــي
الــدُنـيـا فـــغــنــتْ بــاســمــك
ِالأمــــــمُ
وإنـــــــكِ قِــــمـــة ٌ
شَــمَــخــتْ ومِـــنــهــا تـــخْــجــلُ
الــقــمــمُ
أيــــــــــا نــــفـــحـــاً إلـــهـــيـــاً بـــــــه ِالأخـــــــلاقُ
تـــرتــســمُ
وتـــتـــلـــى مــــنــــهُ آيــــــــاتٌ تـــحَـــلِــق ُحــــولـــهُ
الـــقــيــمُ
أمّ ُالــبـنـيـن ِجُــرِّعــتْ
غُــصَـصَـاً ســيــدتـي مَـــــنْ ذا يُــداويـهـا
؟
صــــابـــرةٌ عــــلـــى
نــوائِــبـهـا ويــنــحـنـي الــصــبــرُ
بــواديــهـا
لــــو كــانـتِ الـتـضـحية ُامـــرأة
ً لــجُــسِّــدَتْ وَمُــثِــلَــتْ
فــيــهـا
وإنــــهـــا لـــجَــنــة
ُالــــمـــأوى عــبـاسُ طــوبـى غــرِسَـتْ فـيـها
قـــدْ بُــورِكَـتْ وبـــورِكَ
الـغـرْسُ سُــبْــحــانَ بـــاريـــهِ
وبــاريــهــا
ثـــــابـــــتـــــة ُالأصــــــــــــــل
ِ فـــــــي الــــديـــن والــــعـــدل
ِ
وفـــــرعـــــهــــا عـــــــــــــال
ٍ فـــــــــي زمــــــــن الــــــــذل
ِ
عـباسُ مـا ذاقَ مـن الـفرات
ِمـاءْ أمُّ الـبـنـين ِتَـصـنـعُ جــيـلَ
الإبــاءْ
فـسِّـرُهُ مِــنْ سِـرِّهـا فـي
كـربلاءْ لأنـــهُ أُرْضــع مــن ثــدي
ِالـفـداءْ
حـلـيبُها فــي دَمِــهِ ســرّ ُالـعَـطَاءْ
هــــــيَ الأمّ ُ الـــتــي
سَــكــنـتْ وعَـــاشَـــتْ فـــــي
شَــرَايـيـنـي
وسَــالــتْ حــيــنَ ســـالَ
دَمـــي وَثـــــــارتْ فـــــــي
بَــراكــيـنـي
أمــــــوتُ أنــــــا فـــــأ
ُحــيـيـهـا وبــــالإيــــثــــار ِ
تـــحـــيــيــنــي
أنــــــا مــــــا مـــــتّ ُ
ظــمــأنـاً فــــمَــــا زَالـــــــتْ
تـــرَوِّيــنــي
ســألــتُ مَــــا أجــابـنـي
أحــــدٌ: أُمّ ُالــبـنـيـن ِمـــــنْ
يُـضـاهـيـهَـا؟
تـــشــهــدُ كــــربـــلاءُ أنَّ لـــهـــا قـتـلـى تـــوَارتْ فـــي
أراضـيـهـا
أبـنـاؤُهـا صَــرْعـى وَمَــا
جَـزَعـتْ واللهُ فــــي الـحـشـرِ
سَـيَـجْـزِيها
تــفـدي الـحـسـينَ بـالـبـنين
ِومَــا أعـــــزَّ مَــــنْ تــفــدي
بـأهـلـيـها
وفــاطــمٌ ســــوف تــــردّ ُ لــهــا جَــمــيـلـهـا يـــــــومَ
تــلاقــيــهـا
تـــــــبـــــــثُ
شـــــكـــــواهــــا تـــــنـــــاجــــي
مـــــــولاهـــــــا
وَقــــــــلــــــــبُـــــــهـــــــا دام
ٍ مِــــــــنْ عُــــظْــــمِ
بَـــلـــوَاهَــا
يــا ربـنـا انـتـقمْ لـنـا مــنْ
هــؤلاءْ قـد قـتلوا خامسَ أصحابِ
الكِسَاءْ
و ضرَّجُوا العباسِ في فيض ِالدِماءْ زهـراءُ فـي الـحَشر ِ تضجّ ُ
بالبكاءْ
وتـرفعُ الـكفوفَ فـي يـوم ِالجزاءْ
عـــلـــى الأشـــهـــاد ِ
تــرفـعُـهـا ويُ عْــــصَـــرُ قــلــبُـهـا
ألـــمـــا
وفــــــــاءً لــــلـــذي
ضــــحـــى بــكــفــيــهِ ومــــــــا
هُــــزِمــــا
ســــقـــى الأجـــيـــالَ
عِـــزَّتَـــهُ وروّى كــــــربــــــلاءَ
دَمَـــــــــــا
هـــــوى فـــــي الأرض
ِمــنـجـدلاً ولــــكـــنْ بـــالــفــداءِ
ســــمـــا
قــــفْ بـالـبـقيع ِ إنَّ فـيـهـا
مِـــنْ آل ِ رســـــــــول ِ الله
ِآثـــــــــارُ
وازرعْ بِـــهَــا رَيْــحَــانـة
َالــحــبِّ مِـــــنْ حــولِـهَـا تــنـبـتُ
أزهــــارُ
والــزَّهــرُ يـحـمـيكَ مِـــن الــنـار
ِ إنْ زفـــــرتْ أو شــهـقـتْ
نــــارُ
واسـتـذكـر ِالـــدارَ الـتـي
سـكـنوا بـــهــا ومـــــا تــضــمُـهُ
الـــــدارُ
وقـــفْ بــهَـا وقــفـة َ مــحـزون
ٍ عــلــيـهـمُ والـــدمـــعُ
مــــــدرارُ
وامــــســـحْ عــــلـــى
قـــلــبــي كــــــــي أمـــتـــطــي
حُــــبـــي
لـــــــــلآل ِ فــــــــي
دربــــــــي لــــــجـــــنـــــةِ
الـــــــــــــــربِ
فـحـبُّهم مـثـلِ الـبـراق ِطــارَ
بـي مـن عـالم ِالأرض ِإلـى قلبِ
النبي
سـكـنتُ فـيـهِ فـهـوَ حـقـاً كـوكبي فـحـبـهـمْ ثِــقــلٌ حَــوَتــهُ
كـتـبـي
ذخــريَ فـي مـثوايَ فـي مـنقلبي
أنـــــا فــــي ســكــرةِ
الــمــوتِ سَــــــأدعـــــو اللهَ بــــــــــالآل
ِ
نــعــمْ هــــمْ بــلـسـمُ الــجــرح
ِ إذا مـــــــا اشــــتـــدَّ
إعـــوالـــي
فـــهــم قـــــد ثـــبَّــوا
قـــدمــي هـــــدىً فـــــي كــــلِّ زلــــزالِ
ِ
وَهـــــمْ رُوْحـــــي بــهــمْ
أحــيــا أُحَــــقِــــقُ كــــــــلَّ
آمــــالـــي
أمّ ُالــبــنـيـنِ ِ إنـــنَّــي أ
ُدْعَـــــى وقـــد خــلـتْ مــن نـورِهِـمْ
داري
أذكـــرُهُــمْ فــتـكـتـوي
رُوحـــــي وتـصـطـلي مـــن فـقـدِهم
نــاري
أربــعـة ٌ جَــنْـبَ الـفـراتِ
قـضـوا ولــــم يَــذوقـوا مـــاءَهُ
الــجـاري
لــم يـرتـضوا عـيـش الـلـئامِ
لــذا قــــدْ عَــرَجــوا لــجـنّـة
الــبـاري
قــافــلـة ُ الأنــصــار ِ
تـصـحـبُـهمْ وإنــــهـــم لـــخــيــرُ انــــصـــار
ِ
فـــــــي ســــاعـــةِ
الــعُــسْــرَه أرواحـــــــهـــــــم
حـــــــــــــره
فــــــــي سَــــاحـــةِ
الــــمـــوتِ قــــــــدْ فــــجَّــــروا
الــــثـــوره
ثـــاروا كـأنَّـمـا الـبـحـارُ
سُـجـرتْ مـن دَمـهم كـلّ ُ الـجبال ِ
سُـيرتْ
بــنــو أمــيـةٍ وحـــوشٌ
حُــشـرِتْ تـشربُ مـن دمـائهم ومـا
ارتـوتْ
فــلـعـنـة ُ اللهِ عـلـيـهـمْ نــزلــتْ
هــــمُ الــشًّـجـرُ الـخـبـيـث أتـــى بـــــه ِ الـــقــرآنُ فــــي مَــثــل
ِ
وكـــيـــفَ يــطــيــبُ
مــخــلـوقٌ يُـــنــاصــبُ بــالــعــداء
ِعـــلـــي
جـــحــيــمُ الــــنـــارِ
تــصـلِـيـهـمْ ولـــيــسَ لــهــمْ هُــنــاك
ولــــي
ولـــــن يــنـجـي مــــن
الــغــرقِ (ســأصــعــدُ قـــمّـــة
َالــجــبـل)ِ
13 جـمادى الـثانيه 1423 هجريه