ألا يا ركب هل فيكم معينِ=يعرج بي على أم البنينِ
بدار يثربٍ حيث المعالي=تميس على ثراها كالغصونِ
قفوني عندها اُبدي سلامي=و أسقي قبرها ماء الجفونِ
و أرثيها كما لو قيل هذا=ضرابٌ في المديح المستبينِ
يسعرهُ بقاع القلب حبٌ=من الجمرات يرشحها جبيني
قفوني اُرجع الذكرى و أروي=فؤادي بين هاتيك الحزون
و إن الذكريات الأنس ستبدي=و لي ذكراي بادية الشجونِ
حريٌ بي بأن أنعى و أبكي=عليها مسبلً صوت الهتوني
ففقد المرء من يهوى عزيزٌ=و إني فاقدٌ نور العيونِ
بأم الأربع الأقمار سارت=بيوم الطف واقفة السنينِ
و جائتها المعالي تجتليها=صفاتٍ تحتذي فخر المنونِ
فدت أقمار سعد الليل كانو=كأروع ما يكون من البنين
فراغمةٌ يراعى الموت فيهم=و آسادٌ حماةٌ للعرين
ترى كلً على الأعداء يسطو=بأبيض يستقي غيث الوتينِ
تجود به الحمية و المنايا=تربص فيه دائرة الكمينِ
فلا يثنيه عن نصر ابن طه=يعمود الرأس أو قطع اليمينِ
قضو دون الحسين و ذاك فخرٌ=لمرضعهم و ليس به قرينِ
كذاك الأمهات يلدن لما=يكن على هدى دين الأمينِ
فيا أم البنين كفاكِ عزاً=من الآل الكرام بأن تكوني
و للزهراء في ما قد بذلتي=ورثتي منهلً عذب المعينِ
حليلة حيدر الكرار هذا=مقام المستجير المستكين
بكِ يرجون النجاة بما لديكِ=من الرحمان من قدرٍ مكينِ
و يلتمس القرا منكِ فجودي=عليه في الدنى فضلً و ديني
عليكِ من سلام الله دوماً=دوامً فائقً عدد السنين