فصل في إثبات حدوث ما سوى الله تعالى
ديوان نيل الأماني - الشيخ حسن الدمستاني
الجسمُ إمَّا لابثاً أو مُتنقل=و ليس بين ذينِ مفهومٌ عُقِل
و اللبثُ و النقلةً حادثانِ=إذ يلزمُ النّقلة حَيِّزانِ
و إنما تحصَلُ عِند المُنتهى=فالحيزُ الأولُ سابقٌ لها
و اللبثُ مسبوقٌ بكونٍ أوّلِ=لأنهُ الكونُ الذي لهُ يَلي
و كُلّما تُلزمُهُ الحوادثُ=مِن أيَّ شيءٍ كان فهو حادثُ
و السمعُ مُقتضىً بسَلبِ القِدَمِ=عمَّا سِوَى اللهِ بسبق العدمِ
فلا قديمٌ غيرُهُ ذاتً و لا=وقتاً و إن أباهُ قومٌ جُهَلا
فخالفوا الإجماعَ مِن أهلِ المِلل=صُمٌ عَنِ السمع الذي عليهِ دل
و ليس موجباً و إلاَّ لامتَنَعْ=تغيُّرُ ما في الذي عنهُ يَقَعْ
و كانَ مقروناً بهِ فيلزمُ=حُدُوثُ ما حقَّ عليهِ القِدَمُ
أو عَكسُهُ و كُلُّ ذا مُحالُ=و ما سِوى الحقّ هُوَ الضَّلالُ