رابعا: مبحث الإمامة
ديوان نيل الأماني - الشيخ حسن الدمستاني
المبحثُ الرابعُ: في الإمامةْ=و هي لأركانِ الهُدى دَعَامَةْ
و هي رياسةُ على العمومِ=بعد نبي الله للمعصومِ
موجبُها موجَبُ منصِبِ النبي=لأنها نظيرُ ذاكَ المنصِبِ
تَثبتُ بالمُعجزْ و ادِّعائِهَا=أو بصحيحِ النصِّ من ولائِها
و أيُّ لُطفٍ في الورى معلُومِ=مِثلَ إمامٍ عادلٍ معصومِ
و إنما احتاجوا إلى الإمامِ=من حيثُ كانوا جائزي الآثامِ
فلو يكونُ مِثلهُم مُحتملا=مِنهُ الخَطَا لدارَ أو تسلسلا
فعِصمةٌ الإمامِ لُطفٌ واجبُ=تؤمِنُ في إمرتهِ المذاهِبُ
و يحتِمُ الإنصافَ للضعيفِ=و يَحْفظُ الشرعُ من التحريفِ
كفى دليلاً اختلاف الأمةْ=على وجوبِ عِصمةِ الإئمةْ
لأنَّ كلَّ أمةٍ لو اقتفتْ=مؤيداً بعصمةٍ ما اختلفتْ
و غيرُهُ لو اقتفتهُ لم يَنُبْ=منابُهُ مِن بشرٍ ولا كُتُبْ
ألا ترى القُرآنَ يَحْتَجُ بهِ=مَنِ اهتدى و ضلَّ في مذهبهِ
و الكُلُ يدَّعي إصابةَ الرَّشدْ=مِن دُونِ مَن خالفهُ فيما اعتقدْ