وقفت على ذكراك - استشهاد الإمام الحسن (ع) رائد أنيس الجشي
وقفتُ على ذكراك أستلهم الفكرَ = فيسكبني دمعا وأسكبه شعرا
وصوت رسول الله لا زال ناشراً = فضائلك النوراء يرسلها جهرا
هو الطاهر الزاكي هو الشبر الذي = إله السما سمَّاه مذ حفَّهُ طهرا
إمامٌ .... على كل الخلائقِ أمرهُ = من الله فرضٌ فاحفظوا العهد ولأمرَ .
وصوت عداة الله لازال محرقاً = عهود رسول اللهِ ينقضها مكرا
فقد حاربوا من نصَّبوه أميرهم = وفي جيشهم قد عشعشَ الخبثُ واستشرى
وجنح ظلام الليل قد كان سترهم = فكم ركبوا كي يُستباحَ الهدى شرَّا
ودسوا إليكَ السمَّ سبعينَ مرة = وخنجرهم سلوه كي ينشر الكفرَ
وأنتَ بروح الحلم تهدي جهولهم = وصبرك في الأعماق قد أنبتَ الصبرَ
فليس يعادي قولك الحق مسلمٌ = سوى جاحدٌ بالنفس والمال قد غُرَّ
إلى أن دعاك الرب شوقا لروضهِ = فلبيت أمر اللهِ مستسلماً شكرا
وواسيت قبل الموتِ طهَ محمداً = وحيدرة الكرار والبضعة الزهرا
فمن خذلوك اليوم ... في يوم عاشرٍ = لقد خذلوا نجمَ الرسالةِ والبدرَ
و (جعدةُ ) مذ سمَّتكَ سمَّتْ مثلثاً = و ( حرملةٌ ) ألقاه في قلبكم غدرا
وذي قطع الأكبادِ تهوي تفجعا = على كربلا مذ قطعوا سبطكم طبرا
وأما سهام القومِ في النعشِ ... نبلهم = بجسم الحسين الطهر مذ رُكِزتْ قهرا
وموتك عطشاناً تواسي لهيبه = تهيئه كي يمخر الواقعَ المرَّ
فأنتَ الذي مهَّدتَ ثورةَ مجدهِ = وناصرت دين الحقِ كي يحصدَ النصرَ
فيا حسن الألطاف يا سيد الورى = وأكرم من في الخلق بل خيرهم طرّا
مددتُ كفوفي للإلهِ تضرعاً = بقدسك يا ملجاي في النشأة الأخرى
وهذي دموعي لم تزل فوق خافقي = وذكراكَ لا زالتْ تصيرها جمرا
فهل تمسح الأدران من خافق الذي = لأجلِ الألى قد فعَّلَ القلبَ والنثرَ
وعصَّبَ فوقَ الرأس نبضَ يقينهِ = بأنكم الجود الذي سربلَ الدهرَ