في رثاء الحسين (ع)
الشيخ محمد سعيد السكافي
يقلّ لدمعي دماً أن يصوبا = وللقلب مني أسىً أن يذوبا
لما قد ألمّ بآل النبي = فأجرى الدموع وأورى القلوبا
ولا مثل يومهم في الطفوف = فقد كان في الدهر يوماً عصيبا
غداة حسين وخيل العدى = تسدّ عليه الفضاء الرحيبا
دعته لينقاد سلس القياد = وتأبى حميته أن يجيبا
فهبّ لحربهم ثائراً = بفتيان حرب تشبّ الحروبا
فمن كل ليث وغىً تتقي = له في الوغى الاسد بأساً مهيبا
وأروع يغشى الوغى باسما = ووجه المنية يبدي قطوبا
فكم ثلمت للمواضي شبا = وكم حطمت للعوالي كعوبا
إلى أن ثوت في الثرى جثّما = تضوّع من نشرها الترب طيبا
وأضحى فريداً غريب الديار = بنفسي أفدي الفريد الغريبا
فراح يخوض غمار الحتوف = ونار حشاه تشبّ لهيبا
وأضحى بجنب العرى عاريا = كسته الأعاصير برداً قشيبا
وسيقت حرائره كالإماء = تجوب حزونا وتطوي سهوبا
ويا رب نادبة والحشى = يكاد بنار الجوى أن يذوبا
أريحانة المصطفى هل ترى = درى المصطفى بك شلواً سليبا
يعز على المصطفى أن يرى = على الترب خدك أمسى تريبا
يعزّ على المصطفى أن يرى = بقاني الدما لك شيباً خضيبا
يعزّ على المصطفى أن يرى = بأيدي العدى لك رحلاً نهيبا
ألانت قناتي يد الحادثا = ت وقد كان عود قناتي صليبا
فهل لليالي بهم أوبة = وهيهات ما قد مضى أن يؤوبا