أبو عمر أحمد بن محمد بن دراج القسطلي
ولد أبو عمر أحمد بن محمد بن دراج القسطلي في (قسطلة دراج) وهي بلدة غرب الأندلس وكانت ولادته عام 347 للهجرة / 958 م وقيل أن هذه البلدة منسوبة الى جده، نبغ القسطلي في الشعر حتى عدّ في طليعة كبار الشعراء الذي أثروا الأدب الأندلسي قال عنه الثعالبي في يتيمة الدهر ج1 ص438: (كان بصقع الأندلس كالمتنبي بصقع الشام) وقال عنه ابن بسام في الذخيرة ج1 ص99: (أنه كان لسان الجزيرة شاعراً وأولاً حين عده معاصروه من شعرائها وآخر حاملي لوائها وبهجة أرضها وسمائها وأسوة كتابها وشعرائها)
القسطلي كان أحد شعراء أهل البيت (عليهم السلام) الذي أثبتوا حقهم (عليهم السلام) وتمسكوا بولايتهم وتوسلوا بشفاعتهم وله الكثير من القصائد في ذلك منها قصيدته اللامية الطويلة والتي سماها ابن بسام بـ(الهاشميات الغر) ووصفها (بمطالع النجوم الزهر) يقول القسطلي فيها:
لعلكِ يا شمسُ عند الأصيلْ شجيتِ لشجو الغريبِ الذليلْ
فكوني شفيعي الى ابن الشفيع وكوني رسولي الى ابن الرسولْ
ثم يقول في رثاء سيد الشهداء:
الى الهاشمي الى الطالبي الى الفاطمي العطوف الوصولْ
الى ابن الوصي الى ابن النبي الى ابن الذبيح الى ابن الخليلْ
ويختم هذه (المطولة) بهذه الأبيات في حق آل محمد (صل الله عليه و آله وسلم):
فأنتم هداة حياةٍ وموت وأنتم أئمة فعل وقيلْ
وسادات من حلّ جنات عدن جميع شبابهم والكهولْ
وأنتم خلائق دنيا ودين بحكم الكتاب وحكم العقولْ
ووالدكم خاتم الأنبياء لكم منه مجد حفي كفيلْ
تلذ بحملكم عاتقاه على حمله كل عبءٍ ثقيلْ
ورحب على ضمكم صدره إذا ضاق صدر أبٍ عن سليلْ
وزودكم كل هدي زكي وأودعكم كل رأي أصيلْ
توفي ابن دراج عام 421 للهجرة / 1031 م عن 74 عاماً