الشيخ علي بن محمد بن حسين الصحاف
ولادته :
ولد المترجم له في مدينة الهفوف عاصمة الاحساء آنذاك ، ولم نقف على تاريخ ولادته.
نشأته :
نشأ شاعرنا في مدينة الهفوف مسقط رأسه ، وبها أخذ دراسته العلمية على يد رجال من اسرته ، منهم والده الشيخ محمد الصحاف ، كما أخذ عن غيره عن علماء بلده ، ولم ندر هل سافر إلى النجف للدراسة العلمية أم لا ، وإن كان الغالب من علماء بلده قد درسوا في النجف الاشرف لما لها من مركز علمي وأدبي.
كان الشيخ علي المترجم له من العلماء الفضلاء والاعلام الادباء في الاحساء ، ويمتاز شعره بالمتانة والقوة ، وله أخ اسمه الشيخ حسن الصحاف وكان شاعرا أيضا إلا أن مترجمنا يمتاز على أخيه بمواهبه الادبية...
ديوانه وشعره :
للشاعر المترجم له ديوان شعر حافل في مختلف الاغراض والمناسبات وهو يشتمل على القصائد والتخاميس ، وهو الان عند بعض أحفاده في مدينة الاحساء أو الكويت ، وقد ذكر ولد المترجم الشيخ كاظم الصحاف(1) في ترجمته لوالده ديوانه هذا ، ولكننا لم يتسن لنا الاطلاع عليه ، وما ننقله من شعره هنا فقد نقلناه عن بعض المجاميع الخطية في الاحساء ، وقد ذكر بعض أشعار المترجم له السيد هاشم الشخص في مؤلفه عن علماء وادباء الاحساء.
والسيد هاشم الشخص(2) هو أحد فضلاء الشباب المحصلين في الاحساء ، والحريصين على حفظ هذا التراث ، مؤلفه هذا لا يزال قيد التأليف وسيسد فراغا كبيرا ، فنرجو له التوفيق في إنجاز عمله المشكور هذا.
وفاته :
توفي المترجَم له في إيران في مدينة قم المقدسة سنة 1321 هـ.
ويظهر أن الظروف القاسية التي مرت بها بلاد الشاعر دعته إلى مغادرة وطنه والهجرة إلى إيران ، وهناك الكثير من علماء هذه المنطقة وما يجاورها قد تركوا أوطانهم وهاجروا بعد أن تعرضوا إلى الامتهان والخوف من كيد الاعداء المتربصين ، يجد ذلك كل من تتبّع تراجم مجموعة من علماء الاحساء والقطيف والبحرين الذين عاشوا هذه الظروف القاسية.
هذا ، وقد خلف شاعرنا الصحاف أربعة من الاولاد ، وهم : الشيخ أحمد ، والشيخ حسين والشيخ كاظم ، والملا ناصر ، وقد امتهن هذا الاخير الاعمال الحرة ، ثم تفرغ أخيرا للخطابة عن طريق المنبر الحسيني.
(1) الشيخ كاظم الصحاف هو أيضا أحد شعراء الاحساء ، وسنتحدث عنه فيما يأتي من هذه الحلقات إن شاءالله.
(2) اعتمدنا في بعض ما كتبناه عن شعر وترجمة الشاعر على مؤلف السيد هاشم هذا نقلا عن كتاب « تذكرة الاشراف في آل الصحاف » تأليف الشيخ كاظم أحد أنجال المترجم.