أبو محمد العوني
أبو محمّد العوني
( ت ـ القرن الرابع )
اسمه وكنيته ونسبه :
أبو محمّد طلحة بن عبيد الله بن أبي عون الغسّاني العوني .
شعره :
لقد سرى الركبان بشعر العوني فطارت نبذه إلى مختلف الديار ، ولهج بها الناس في أماكن قصية ، وكان ينشدها المنشدون في الأندية والمجتمعات التي يتحرّى فيها تشنيف الأسماع ، بذكر أهل البيت ( عليهم السلام ) وفضائلهم ، ومنهم الشاعر منير ، كان ينشد شعر العوني في أسواق طرابلس ، فيقرط آذان الناس بتلكم الفضائل .
وشعره آيات باهرة لبلوغ العوني الغاية القصوى من الموالاة والتشيّع ، فتشيّع العوني كان مشهوراً في العصور المتقدّمة على عهده وبعد وفاته ، حتّى أنّه لمّا وقعت الفتنة بين الشيعة والسنّة في بغداد سنة 443 هـ ، واحتدم بينهما القتال ، فكانت ممّا جاءت به يد الجور من الفظائع ، أنّهم نبشوا قبور جماعة من الشيعة ، وطرحوا النيران في ترابهم ، ومنهم العوني .
كان العوني يتفنّن في الشعر ، ويأتي بأساليبه وفنونه وبحوره ، مقدرة منه على تحوير القول وصياغة الجمل كيف ما شاء وأحب .
قال ابن رشيق في العمدة 1 / 154 : ومن الشعر نوع غريب يسمّونه القواديسي ، تشبيها بالقواديس السانية ، لارتفاع بعض قوافيه في جهة ، وانخفاضها في الجهة الأخرى ، فأوّل من رأيته جاء به طلحة بن عبيد الله العوني في قوله ـ وهي من قصيدة له مشهورة طويلة ـ :
كـم للدمى الأبكار
بالجنتين من منازل
بمهجتي للوجد من
تذكارهـا منـازل
معاهـد رعيـلها
مثعنجـر الهواطل
لما نأى سـاكنها
فأدمعـي هواطـل
وللعوني معاني فخمة في شعره ، استحسنها معاصروه ومن بعده فحذوا حذوه في صياغة تلك المعاني ، لكن الحقيقة تشهد بأنّ الفضل لمن سبق ، منهم المتنبي الذي اتهم بسرقة شعر العوني .
وشعره في أهل البيت ( عليهم السلام ) مدحاً ورثاءً مبثوث في مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب المازندراني ، وروضة الواعظين للفتال النيسابوري ، والصراط المستقيم للبياضي ، وجمع شعره ورتّبه العلاّمة السماوي في ديوان .