الشيخ كاظم منظور الكربلائي
الشيخ كاظم منظور الكربلائي
كاظم بن حسون بن عبد عون ولد بكربلاء في حدود سنة 1320 للهجره 1887م
بدايته وسبب تمسيته بالمنظور:
إبتدأ يقول الشعر وهو يكاد يصافح العشرين من عمره وكانت من المستوى الرفيع بحيث أوحت لأحد أدباء تلك الفترة المعروفين ( الشيخ عبدالحسين الحويزي ) ان يتصل به ليرشده إلى تكريس موهبته الشعرية في حق أهل البيت عليهم السلام بدلا من تعليق وقته في موضوعات الشعر الاخرى ...وهذا نموذج ع أولى محاولات المنظور في الأبوذية:
إديه والمشن عالگاع ماتن
على الناشر جعوده فوگ ماتن
لحگت ضعون ساهي العين ماتن
نتوادع ونتباره من الخطيه
الاهم في تاريخ كربلاء الشعري هو عام ( 1924 م ) فقد تردد لأول مره أسم ( المنظور ) الذي أطلقه عليه رادود المنبر الحسيني آنذاك ( الشيخ حسين الفروخي ).
على ان جريان حرف الظاء مجرى حرف الذال بألسنة الناس كما يبدو عوَم نطق ( المنظور ) على أنها ( المنذور ) التي دخلت سهوا كــلقب عائلي في قيود الاحصاء السكاني بينما توثق لقب ( المنظور ) على الصحيح في ديوان المنظورات الحسينيه من طبع جزئه الاول في أواخر الاربعينات وهكذا بدأ الناس ينسون تدريجيا اسم ( كاظم الجايجي بن حسون ) شاعر الأبوذيه والغزل واخذو يلهجون بأسمه الجديد ( كاظم المنظور الكربلائي ) اشاعر الذي وهب حياته لتمجيد أهل البيت عليهم السلام حتى الساعة الاخيره مشفوعا بحب الحسين حيث سمعنا آخر ما لهج به لسانه وهو في صحوة الموت مرددا :
علتي الجامنه بحشاي .. لگيت اللي يداويها
دواها بتربتك يحسين .. روحي بيك أسليها
وين دواي .. جرحي الداي .. عند حسين تضميده
حياة المنظور وعمله :
صحيح إن شاعرنا المنظور لم يتعلم القراءة والكتابة إلا في العشرينات من عمره وعلى أبسط المستويات الملائيه ككتابة اسمه أو تهجي بعض الآيات القرآنية ثم أتيح له في شيخوخته أن يطور خطه ليدون بعض قصائده التي لم تكون في الحقيقة سوى مسودات لا يحسن قراءتها الا ( محمد زياد النوري ) المشتهر بـ ( كاتب الوحي ) الذي كان يلازم المنظور كالظل ليلتقط ما تجود به شفاء الشاعر من مستهلات ومقاطع شعريه خلال زحام المواكب الحسينية ..
مع ذالك لم يكن المنظور اميا بالمعنى الذي يتصوره الكثيرون لأنه كان يحرص وباستمرار ان ينصت جيدا وبوعي إلى القرآن الكريم والتفسير والمسائل الفقهيه والى ما يقرأ في امحافل الحسينيه والمناسبات الدينيه .. أي يمكن تسميته ( الأمي المثقف ).
لم يفكر المنظور أبدا ان يغتني من ظروفه - بعد عمله كنادل في المقاهي خىل النصف الاول من حياته - رغم ان كان اللولب الممون لشعر المواكب والمنابر الحسينيه تلك بل كان قانعا بما يقسمه اله له من رزق حلال لقاء تعامله المحدود بشراء التمر والغنم.
عن لسانه :
أنقل لكم كلامه عن نفسه رحمة الله عليه الذي وجدته في مكتبة بديوانه الأول :
(( سبحان الذي علم بالقلم ، وميز الإنسان عن بقية خلقه بالنطق والإدراك ، والصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وآله خير خلقه وخاتم أنبيائه الذي بعث لإنقاذ البشرية المعذبه ، وإرشادها إلى سبل الهداية والنجاة بمكارم الأخلاق ومحكم النواميس.
أما بعد :
لقد كنت منذ طفولتي ممن لهم شغف عظيم لاستماع قلائد الكلام المنظوم ، وحفظ بعض ما يروق لي منها تسلياً واستفادة ، فنمت بي تلك البذرة ، ودفعني هذا الشوق المثمر إلى مجالسة الأدباء والشعراء ولا سيما الزجليين منهم ، فانبريت لنظم بعض الأبيات كلما سنحت لي الفرص ، ثم أخذت هذه الرغبة تنمو فيّ بشدة حتى تمركزت وسيرط حبها الجم على مشاعري.
ولم تقف عند هذا الحد بل سرى تيارها إلى ملكتي الغارقة في سباتها ، فأيقظها وأذكي نبراسها الفاتر ، وتوجهت إليها ملكتي ، فطفقت أنظم القصائد الواحده تلو الأخرى بشتى نواحي الشعر وفنونه.
وأول الغيث قطره – ثم ينهمر – وكان لنتاج إحساسي وشعري وقع حسن في نفوس الجمهور من مقدري هذا الفن .
وسرعان ماذاع الشعر بين مختلف طبقات الجمهور ، وتداولوه حتى أخذت تنهال عليّ طلبات من مختلف أنحاء القطر العراقي ، ولم يكن مني إلا أن ألبيها بشوق زائد إيفاء لا التقدير وقياما بالواجب المطلوب رغم مايطلبه ذلك من تضحيه في الوقت الذي حدا بي إلى أن أقوم بجمع شتات ما تيسر من بعض هذه القطع وتدوينها لحفظها من التلف والضياع ، وتسهيلا للمتتبع الذي يتوق إلى مراجعتها. ))
أشهر مستهلات قصائد المنظور:
يابن امي عالتربان شفتك رميه .. عيني اتعمه أولا شوف ذيج المسيه
** *** **
يامحلة الوداع ابهالمسيه .. وعلوم المنية
يبن الفاطمي والفاطمية
** *** **
عالمشرعه العباس .. صاب السهم عينه
أحَا يسهم العين .. ونكسر ظهر حسين
واحنه إنگطع بينه
** *** **
گلي يالميمون .. وين والينة
راح ابو السجاد .. لو يرد لينة
** *** **
يبني الضيعتني بضيعتك مني .. دهني زماني بيك دوهني
** *** **
دمع اليكت اعله حسين لجهنم يطفيها
** *** **
يبن امي انگطع گلبي .. وعيني ضلت أربية
وين العلم وين الجود .. وين إجفوف راعية
** *** **
سدوا الماي الماي .. ياضوة عيوني
يامن الهاشم گمر .. وانت ملزوم ابهاي
يا ضوة عيوني
** *** **
يحسين اخبرك .. من طحت عالغبره
زينب مشت جتالك ايباريها .. من طحت عالغبره
** *** **
يمه ذكريني من تمر زفة شباب .. من العرس محروم حنتي دم المصاب
** *** **
يفاروق اليانه .. الك عدنه امانه
عهد من عالم الذر هذا مضمونه .. نحبك لو على حبك يگطعونه
** *** **
جابر يجابر مادريت ابكربلا إشصار .. من شبو النار
والحرم شاطت للمعاره إتريد أهاليها
** *** **
مفروض عالناس حبك يا علي .. علاك رب العرش علاك
غصبن على اعداك