ملا علي بن فايز
تتعاقب الأزمنة والدهور, وتلوح الذكرى في مقل العاشقين للتراث الحسيني الأصيل بما خلفه لنا أولئك الرجال الذين تقاطرت دموع المحبين على مُحبيهم مخلفين ورائهم لنا تراقص الحرف وعذب الكلمة وتجلي الموعظة ونورانية الدستور .
كيف لا ؟ فهم الأصل وأصحاب الفضل بعد الله عز وجل وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام علينا فمنهم وبهم نهلنا المعرفة وسكبنا الدمعة على من خصهم الله سبحانه وتعالى بالكرامة محبة المؤمنين.
فهم مصداق قول الشاعر :
الخط يبقى زماناً بعد صاحبـــهِ=وصاحبُ الخطِ تحتَ الأرض مدفونُ
ومن جملة هؤلاء المرحوم الملا : علي بن فايز الحجي الأحسائي .
فلطالما ترنمنا نحن مع الخطباء بأشعاره وألحانه لرثائه أهل بيت العصمة (ع) لذا أخذت على عاتقي بأن أبحث في شخصية هذا الرجل العظيم بعطائه الولائي وبالأخص عند من حملوا الراية بعده وهم خدام المنبر الحسيني .
فشخصية الملا علي بن فايز كثيرة الجوانب لنشاطها المنبري وما قدمته تلك الشخصية من خدمات حسينية جليلة على مستوى نظم القصائد أو فن الإلقاء المنبري أو حتى براعة شد المستمع الحسيني مع جمال الصوت الجوهري حتى خلف شهرة واسعة عند كبار الخطباء الحسينيين في الاستشهاد بما نظمه من قصائد حسينية،وأصبحت عبارة رحمك الله يا بن فايز يتكرر سماعها على ألسنة الخطباء بين الحين والآخر.
وبما أن هذا الرمز الحسيني أحسائي النسب فهو من مواليد حي الرفعة الشمالية بمدينة الهفوف عاصمة الأحساء. وقد شاءت ظروفه الاقتصادية أن يهاجر من منطقته الأحساء بالمنطقة الشرقية إلى دولة البحرين المجاورة فعاش هناك معظم فترات حياته بها حتى وافاه الأجل المحتوم هناك حيث دفن في منطقة سند . وبما أنه لم يخلف ذرية ، فقد ضاع نسبه فلم نطلع على من أجاد تحديد نسبه.فكان لزامًا علينا - بما أنه ينتسب لأسرتنا الكريمة الحجي بفتح الحاء - توضيح نسب هذا العلم المنبري والحسيني مع ذكر ما نعرفه عنه من معلومات تاريخية .
********** *** **********
أولاً : نسبه
اختلف الكثير ممن كتب عن الملا علي بن فايز في نسبه ولكن اتفق الجميع على أنه أحسائي النسب والأصل وارجع بعضهم أسرته إلى الفايز بالنظر إلى أنه اشتهر بأنه بن فايز.
كما أن بعض من كتب عنه رحمه الله قال : أنه علي بن حسين بن فايز.
وعرفه آخرون بأنه الملا علي بن حسن بن فايز بن فارس .
أما عما توفر لنا من بحثنا عن أسرة الحجي فإن الملا علي بن فايز ينتسب إلى عائلة الحجي المعروفة بالأحساء بحي الرفعة الشمالية بالهفوف .
وقد سمعت من والدي حسين الحجي -رحمه الله - والحاج طاهر الغزال ، والشيخ يوسف الشقاق، والأخ فايز بو قرين، والأخ محمد المهدي، وكذلك الأخ علي الحجي من بلدة بني معن بالأحساء أن الملا علي بن فايز ينتسب لعائلة الحجي.
فجدّة الوجيه طاهر بن علي الغزال هي حسينة بنت فايز الحجي وزجها عيسى الغزال وهي عمة الملا علي بن فايز مباشرة ، وجدة الوجيه المرحوم الحاج ياسين بن محمد الغدير، والحاج طاهر الشيخ ، والحاج محمد العبود .
فقد نقل سماحة الشيخ يوسف الشقاق عن الوجيه عبد الله بن علي بو قرين مؤسس حملة البوقرين في بلدة بني معن بالأحساء أن والدته زهراء الحجي عمها الملا علي بن فايز مباشرة .
وبتتبع المستندات المتاحة عن الأسرة تم التوصل إلى تسلسل سلالة الملا بن فايز بأنه الملا علي بن فايز بن سلمان بن حسين بن عبد الله الحجي.
وأسرة الحجي - بحسب بحثنا المتواصل مع كبار السن وبدعم من الأديب الكبير والمؤرخ التاريخي الحاج جواد الرمضان،وتعضيداً من الباحث التاريخي عن الأسر القريبة إلى أسرته
الأستاذ فؤاد بن حجي الشمس - أن أسرة الحجي ترجع إلى أسرة الأولاد والتي تضم أسرة الغريري والعبد اللطيف والبن صالح والحجي . ويرجح الحاج جواد الرمضان أن هذه الأسر ترجع إلى قبيلة واحدة وهي الأولاد ،فيما يرجح الأستاذ فؤاد الشمس أن الغريري هي الأصل وهي أقدم من الأولاد .
********** *** **********
ثانياً:ولادته
لم نطلع على تاريخ ولادته،إلا أنه من مواليد حي الرفعة الشمالية بمدينة الهفوف بالمملكة العربية السعودية.
********** *** **********
ثالثا: هجرته:
يقول المرحوم الحاج أحمد بن حسن المعيوف عبر لقاءاته المتكررة مع الخطباء من أهل القطيف والبحرين في مقابلة أجريت له في كتاب ( هكذا وجدتهم ) وشريط مسجل له وهذا نصها من الكتاب بما أني تعرفت على الكثير من الخطباء البحرينيين، فقد التقيت بمن التقى بالملا علي بن فايز أو التقى بمن التقى به،وعرف عنه سيرة حياته، ولقد سمعت كثيراً من المعلومات عن شخصية الملا علي بن فايز، وغالبية التاريخيين يعرفون أن الملا علي بن فايز مولود في منطقة الأحساء ولكنهم لم يتفقوا على معرفة عائلة الملا علي بن فايز ، ولكني سمعت من بعض الأحسائيين أن الملا علي بن فايز كان يقطن في الرفعة الشمالية بالهفوف، وهو من أسرة الحجي،وعنده أخت ماتت بعده اسمها أم هاشم.ولكن ما سمعناه عنه أنه عاش يتيماً نتيجة وفاة أبيه وكان يعيش مع أخته الوحيدة،وكان هو الذي يرعاها وعمل فترة في الحياكة،وعرف عنه تميزه في إلقاء الموضوعات والقصص على أفراد المجتمع،وكذلك عرف بعذوبة صوته الجميل ،ومن باب الصدف كان ينشد وهو يسير في أزقة حي الكوت بالهفوف، فسمع صوته سرية من ضباط الأتراك وأعجبوا بصوته، وطلبوا منه باستمرار التردد عليهم من أجل أن ينشد لهم، وبعد فترة صدر أمر من أمير الأتراك،يطلب فيه نقل سرية الضباط التي ينشد لهم الملا علي بن فايز إلى منطقة القطيف، فطلبوا من الملا علي بن فايز أن يرافقهم في سفرهم إلى القطيف، فاعتذر بسبب رعايته لأخته، فقالوا له : سوف نعطيك لها كسوة ونفقة مستمرة، فعرض ذلك على أخته فوافقته على ذلك . وانتقل معهم إلى منطقة القطيف،واستمر على إحياء مجالسهم بالأناشيد ،فسمع نشيده منصور بن جمعة حاكم القطيف، وأعجب بصوته الجميل، فسأل عنه، فقالوا إنه أحسائي، فطلبه من الضباط، ولما استجاب له سأله قائلاً له: أأنت شيعي ؟ فقال له: نعم . فقال له منصور بن جمعة: إن صوتك جميل،لماذا لا ترثي الإمام الحسين (ع)، فقال له الملا : أنا لم أتعلم القراءة الحسينية! ثم سأله سؤالاً وقال له: هل الأناشيد التي تنشدها من تأليفك أو تحفظها؟ فقال: أنا لا أقرأ ولا أكتب ولكني أتقن أن أنشد بعض الأبيات وأحفظ البعض الآخر .
وكان منصور بن جمعة يحيي القراءة الحسينية في منزله، وكان الخطيب الحسيني الذي يقرأ في مجلسه في تلك الفترة عراقي الجنسية،فقال منصور بن جمعة لملا علي بن فايز : هل تريد أن تقرأ مقدماً للخطيب الحسيني ؟ فرفض ذلك بحجة أنه لا يعرف القراءة الحسينية، فلما صعد الخطيب العراقي على المنبر، انشغل الملا علي بن فايز بتأليف أبيات في السيدة فاطمة الزهراء (ع)، ولما انتهى الخطيب من القراءة،طلب منصور بن جمعة من الملا علي بن فايز القراءة الحسينية واستجاب لذلك،ولما صعد على المنبر الحسيني للمرة الأولى قام يرثي السيدة فاطمة الزهراء (ع) وهو يقول على لسانه ومن تأليفه :
نوحي على الأولاد يا زهرة الحزينة=نوح الحمام وحشمي أهل المدينة
فظهر الحزن والتفاعل من المستمعين مع ذلك الصوت الجميل ،وعلى هذه الأبيات طلب منصور بن جمعة من الضباط أن يبقى الملا علي بن فايز في ضيافته، وقد سماه منصور بن جمعة بملا علي ويقال إنه في تلك الليلة رأى في منامه السيدة فاطمة الزهراء(ع) وهي حزينة بسبب ذلك البيت الذي ابتدأ به قراءته الحسينية، وطلبت منه السيدة الزهراء(ع) قراءة القصيدة مرة ثانية، فقال: أنا عطشان. فقالت له السيدة الزهراء(ع) وهو في المنام: أنا أحضر لك ماءً للشرب، ولما شرب جلس مفزوعاً وقام يصرخ في المجلس وهو يقول نوحي على الأولاد يا زهرة الحزينة ...... وسمعوا صوتاً ينادي واولداه، ومن ذلك الوقت اشتهر في القطيف، ووصلت شهرته إلى مملكة البحرين،وطلبوه من منصور بن جمعة للقراءة الحسينية في دولة البحرين،فسمح له ابن جمعة بالسفر لمملكة البحرين، وكان من صفاته الإيمان والإخلاص والبذل في سبيل الله،ولقد بلغ من حب وتفاعل بعض المؤمنين في دولة البحرين مع قراءته، بمجرد أن يروه على دابته ومن مسافة بعيدة يبكون، وقد تزوج الملا من البحرين من قرية سند وكان عقيماً ،وبلغ من كرمه أنه إذا حصل على "ربيتين" يتصدق بربية،والثانية ينفقها على زوجته ،وكان يأتي إلى الأحساء بين الحين والآخر لزيارة أخته وللقراءة الحسينية،واشتهر كذلك في الأحساء، ونظراً لعدم احتفاظه بالأموال لم يستطع أن يجمع أشعاره في ديوان، ولكن الخطباء الحسينيين فيما بعد جمعوا أشعاره في عدة كتب .
********** *** **********
رابعاً: ما قالوا فيه :
فمن جملة ما قيل في حقه :
يذكر موقع ديوان الثقافة:عنالملا علي بن فايز الأحسائي أنه:شاعر الحوار و التلقائية والتصوير ، والشاعر المصور ، ورجل البديهة الشعرية ،والانطلاق الخصب والصورة الواضحة والتشخيص البديع ،ويعتبر من أشهر شعراء البحرين في القرن الثالث عشر الهجري وما بعده ، وما زالت أصداء شعره تتردد في رحاب المحافل الحسينية لتصور لنا يوم كربلاء حدثاً غضاً وطرياً فتحلق بعواطف المحبين وتشد ألبابهم حبا وعشقا وعبرة ..
الشعر الفائزي :
هامت روح الشاعر بحب آل البيت ( ع ) ، فصاغ لنا منها أشعاراً و ألحاناً وأسس طريقة خاصة له بالشعر ، عرفت ( بالفائزية ) وهي معروفة لدي الخطباء الحسينيين ،ولا غنى لأي خطيب حسيني في الخليج عن هذه الطريقة ،وجمعت قصائده في ديوان سمي ( فوز الفائز .(
الملامح البارزة لشعره :
/1 التلقائية ، ويقصد بها عدم التكلف في صياغة الأبيات الشعرية ، بل نراه يعتمد على السليقة دون الميل إلى التصنع .
/2 استخدام اللهجة الدارجة ( العامية البحرانية ) دون تطعيمها بلهجة أخرى،كلهجة أهل العراق وهي اللهجة المحببة لدي شعراء العامية .
/3 الحوارية: وهي أن يجعل من شعره محاورة بين الشخصيات التي يتحدث عنها في شكل ( قله ) ، ( قالت ) ، ( قلها ) ، ( قالوا ) …
/4 التصوير و التشخيص ، وهي الخصية التي نريد أن نتكلم عنها فيما تبقى لنا من هذا البحث ، وهي – في نظري – أقوى ملمح يميز شعر ابن فايز ، لما جاء فيه من تصويرات بديعة وفريدة لو قدر له أن يقولها بالعربية الفصيحة لضاهى بها كبار شعراء الحسين ( ع ) كالسيد حيدر الحلي و الشريف الرضي ( رض)
أما شبكة عالي الثقافية :
فقد قالت في حقه: نقلاً عن مخطوطة كتاب المرحوم الشيخ إبراهيم المبارك المتوفى سنة 1399 هـ أن أصله أحسائي سكن البحرين وتعلم فيها الخطابة ونبغ نبوغاً عظيماً لا يكاد يشاركه غيره في الخطابة والشعر العامي، وينشئ شعره على البديهة في وقت إنشاده، وأثناء قراءته لا يفرق بين بديهته ومحفوظاته ، وله صوت رقيق وجذاب وعالٍ فوق الوصف حتى أنه يقرأ في منطقة سلماباد فيسمعه أهل بوري، وإنه كان ليتعمد فيأتي بعد العتمة إلى بلاد وأهلها نيام فيصيح ببعض الأشعار العزائية فينتبه له أهل البلاد ويتراكضون إليه ويقوم من مضجعه كل من بلغه صوته من سائر البلدان فإذا اجتمعوا عنده سكت فيبالغون معه فيأبى عن القراءة فيتفرقون، فإذا أخذوا مضاجعهم عاد إلى القراءة ورفع صوته فيعودون إليه ويجتمعون عنده، لذا قال المرحوم الشيخ خلف )ره (: كنت ليلة من الليالي في سلماباد وقد فرش لي ولأصحابي للنوم في صحن مسجد الشيخ مفلح الصيمري، وكان الوقت قائظا فنام أصحابي وإذا بابن فائز قد جاء وربط دابته فقلت له: من أين جئت؟ قال من السهلة.
قلت: وما تريد في هذا الوقت ؟
قال: سمعت عنك ها هنا فجئت أقرأ لك تعزية.
قلت: كيف تقرأ والناس نيام ؟
فقال: لاعليك سوف ترى: ثم تنحنح وصاح صيحة وإذا بالناس يتراكضون من كل جانب حتى امتلئ صحن المسجد وما حوله وما زال يقرأ حتى ضج الناس وصارت كأنها قيامة فركب دابته ومضى والناس لا يشعرون .
ونشر في كشكول فطرس بأنه أحسائي الأصل والمولد ، وبحراني المسكن فقد هاجر إلى البحرين منذ صباه وعاش وكبر هناك وامتهن الفلاحة فيها، وليس في متناولي ما يثبت أنه كان عالمًا أو تتلمذ على يد أحد ، بل على العكس نقل لي أحد الثقاة أنه بدأ حياته خادماً للإمام الحسين (ع) فدخل في سفينة النجاة الواسعة ، والتحق بركب الأعاظم ممن رثى الحسين عليه السلام فهنيئاً له هذه الخدمة العظيمة …
وقال آخرون : لم تكن قصائده رحمه الله تدون في عصره،إنما دونت بعد وفاته بعد أن جمعت من صدور كبار السن وبعض الخطباء في ديوانه "فوز الفائز" وحتى الآن لم نجد الديوان يحوي كل القصائد ، وكثير من قصائده الرائعة لازالت في صدور الخطباء تنتظر التدوين !
فقد أسس رحمه الله وزنا جديدًا في الرثاء وهو الوزن المعروف بالفائزي ، ولا أقول أنه مجرد وزن شعري ، بل هو مدرسة متكاملة لها أطوارها الخاصة ،وفيها شجو غريب … ولا يوجد أحد ممن تشرف بخدمة المنبر الحسيني ولا يحفظ شيئًا من شعره ، بل وربما حفظ منه دون أن يعرف من هو (ابن فايز) !
كم خطيب أخذ ينشد بالطور البحراني ؟
نوحي على الأولاد يا زهرة الحزينة=في كربلا واحد وواحد بالمدينة
ولله دره ما أشجى أشعاره ، ولا أظن أن هناك من وصف بكاء الزهراء على أولادها أفضل منه
وقوله أيضاً : ولا تحسبوني للرضا في طوس ماجيت=ولا إلى بغداد ما رحت وتعنيت
بل ويتجلى الإبداع في شعره وهو يصف الزهراء ليلة الحادي عشر في قصيدة رائعة وهي قادمة إلى كربلاء في موكب مهيب من الملائكة ولا ترى على صعيد كربلاء غير جثث مقطعة بلا رؤوس اختلطت ببعضها وهي تبحث عن جسد ولدها الحسين عليه السلام فتلتفت بين جثث القتلى في سؤال مؤلم :
جبريل وين أجسادهم دلني عليهم ؟=قلها يزهرا ما تقدري تنظريهم
كلهم بليا روس واحزني عليهم !!=والروس شالوها بروس السمهرية
رضوان الله عليه ، فهو الآن يعد بمثابة مؤسس مدرسة النعي البحراني المعاصر .
بعض ما قيل من المعاصرين والمؤرخين في الأحساء عن الملا علي بن فايز
الشيخ صالح بن محمد السلطان:
* الملا علي بن فايز:خطيب حسيني ،مؤمن خير،خادم الإمام الحسين (ع) ، من نتاجه ديوان مشهور،واستفاد منه جميع الخطباء الحسينيين .
الشيخ عبد العزيز بن حسين القضيب:
* الملا علي بن فايز : شاعر وخطيب حسيني مشهور،تردد ذكره على ألسنة الخطباء البارزين كالشيخ المهاجر والذي يستشهد به وبشعره.
الشيخ محمد بن محمد المهنا:
* أن الملا علي بن فايز شجي ولائي وخطيب حسيني بارز، وكان ينتقل من مأتم إلى أخر بواسطة حماره،والمؤمنون بمجرد أن يرونه على حماره يبكون من شدة تفاعلهم مع قصائده الحسينية،وكفاءة منبره الحسيني.
المؤرخ والأديب والباحث جواد بن حسين الرمضان:
* الملا علي بن فايز بن سلمان الحجي ، خطيب من مشاهير خطباء الأحساء والخليج العربي، ولد في الأحساء في الرفعة الشمالية في العقد السادس تقريباً من القرن الثامن عشر الهجري، وفي أوائل القرن الرابع عشر الهجري رحل إلى القطيف، ثم البحرين، واستقر في جزيرة سترة وكان له فيها مكانة مرموقة، وصار فيها من كبار الشعراء والخطباء، وبقي فيها إلى أن توفاه الله عام 1322هـ تقريباً.
الحاج طاهر بن علي الغزال:
* كما أن من أسرة الحجي الشاعر المعروف الملا علي بن فايز،وهو من الأرحام أيضاً، وقد كان والدي علي يلقى الاحترام والتقدير عندما يسافر إلى مملكة البحرين لأنه ينتسب لعائلة الملا علي بن فايز .
الحاج علي بن عبد الوهاب المرزوق:
* الملا علي بن فايز بن سلمان الحجي ، أصله من الرفعة الشمالية وكانت عنده أخت أسمها أم هاشم ( لم تنجب أطفالاً ) كانت تسكن في منزل في الساباط القريب من حسينية السماعيل بالرفعة الشمالية وسمي ذلك الساباط بساباط أم هاشم وبعضهم يسميه بساباط بن فايز.
الحاج راضي بن أحمد بوناجمة:
* الملا علي بن فايز : ينتسب إلى عائلة الحجي الساكنة في الرفعة الشمالية،ولم نلتق به ،ولكني عرفت أن عنده أختاً تكنى أم هاشم، كانت تسكن في حارة الرفعة الشمالية، وكان منزلها في الساباط القريب من حسينية السماعيل، ولذلك سمي الساباط بساباط أم هاشم.
الشيخ عبد المحسن بن محمد الهودار:
* الملا علي بن فايز : ينتسب إلى عائلة الحجي ، وكان من سكنة الرفعة الشمالية، توفي عام 1322 هـ ، جمع شعره ملا عطية ، وسار على منواله.
********** *** **********
خامساً: قصص بن فايز:
من مواقفه رحمه الله كما ينقلها الشيخ عبد المحسن الهودار: أنه خطب فتاة من مملكة البحرين من قرية سترة،فكان يتوقع أنها بكر ولكنه اكتشف بعد ذلك أنها مطلقة،فأنشد شعراً في ذلك منه هذا البيت:
يا أهل سترة سويتم لي قضية=عطيتوني عزبة وتقلون ابنية
يارب رد أفليساتي عليّ.
كذلك منها ما نقله الملا محمد صالح بن الشيخ كاظم المطر: إن مؤمناً من مملكة البحرين استضاف الملا علي بن فايز،فأراد صاحب المنزل التجمل للملا ، فقال لزوجته: لقد وصل الملا علي بن فايز ، ولابد أن نقوم بواجبه في الضيافة على أكمل وجه،وكانت اسم زوجته فاطمة، فقال لها فطومة ، جهزي الطعام. فقالت زوجته: ما عندنا مال لتوفير الطعام. فقال لها زوجها: رهني تراجيج وجهزي وليمة وذبحي الديك .وكان الملا علي بن فايز يسمع ذلك ولما بدأ في القراءة الحسينية أنشد يقول :-
فطامو حاجيني وحاجيج
قومي بعجل ورهني تراجيج
وسوي وليمة وذبحي الديج
ابن فايز الليلة وصل ليج
على قرايته كثري بواجيج
فبدا البكاء والنياح من الحضور،فنزل الملا على من المنبر الحسيني وركب دابته وخرج، ولم يشعروا بذلك بسبب انشغالهم بالبكاء على نواعي بن فايز.
ومنها ما نقله الحاج راضي بن أحمد بو ناجمة أن الملا علي بن فايز طلب منه بعض المؤمنين القراءة الحسينية في يوم عاشر بإحدى قرى مملكة البحرين وكان ذلك المأتم في آخر نهار يوم العاشر،فرغب ملا علي بن فايز إيجاد نوع من ابتكار التفاعل مع مصيبة الإمام الحسين(ع)، خصوصاً أن المستمعين قد استمعوا كثيراً لمصرع الإمام الحسين(ع) في ذلك اليوم، فدخل المجلس بحذائه المتسخ بالطين،وكان قاصداً ذلك فتأثر المستمعون من ذلك التصرف، فلما صعد الملا المنبر الحسيني،وقد لاحظ استنكار المؤمنين لتصرفه، فقال لهم: أيهما أفضل أثاث المنزل أو صدر الإمام الحسين(ع) الذي صعد عليه الشمر؟ فبدؤوا بالبكاء والعويل، فنزل من المنبر، وخرج من المنزل والناس في أشد مراحل البكاء .
كذلك في مقابلة مع الحاج عبد الله المسيلم من بلدة الدالوة بالأحساء من كتاب آباء وأجداد يقول:الملا علي بن فايز:سمعت من ابن أخي الشيخ جعفر المسيليم أن خطيبا حسينيا في البحرين قرأ للمستمعين ولم يتفاعل معه الحضور،فكان الملا علي بن فايز حاضراً وأخفى عنهم رؤوس النرجيلة التي اعتادوا على إدمان شربها، فطلبوها ولم يجدوها فأنشد لهم في قصيدة تلك الرؤوس وضعوها على رؤوس الرماح، فأبكاهم جميعاً.
********** *** **********
سادساً وفاته:
نقل موقع ديوان الثقافة أن ابن فايز توفي سنة 1322هجرية و دفن في جزيرة سترة، لكن المشهور أن قبره في سند ، وقد أرخ وفاته الشاعر الخطيب محمد صالح النعيمي البحراني فقال :
أطلت دم البـحرين باتـرة الفـقد=لشيخ الرثاء و الشعر نابغة العهد
ومن قد كسا ذكرى الحسين مطارفا=من النعي لا ينسى لها شرف المجد
هنـيئا بني الأحـساء مـنكم مؤرخا=( فملا علي الفائز القرم في الخلد )
وبحسب المعلومات المعروضة في شبكة عالي أن الملا علي بن فايز سكن في آخر عمره بسند وكان ساكنا من قبل في حالة سترة، وتوفي رحمه الله بمرض السوداء سنة 1320،
-------------------------------
المصادر:
1- كتاب هكذا وجدتهم.
2- بحث عن أسرة الحجي.
3- موقع ديوان الثقافة: http://www.karrana.net/Forum/showtopic-24649.htm.
4- نشر في كشكول فطرس : http://www.f6rs.com/blog/?p=21.
5- شبكة عالي الثقافية http://forums.aalinet.net/9352.htm