السيد أبو بكر بن شهاب العلوي الحسيني الحضرمي
السيد أبو بكر بن شهاب العلوي الحسيني الحضرمي ينتهي نسبه إلى الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام .
ولد سنة 1262 هـ . بقرية حصن آل فلوقة أحد مصائف تريم من بلاد
ادب الطف - الجزء التاسع 50
حضرموت وتوفي ليلة الجمعة 10 جمادى الأول سنة 1341 هـ (بحيدر اباد دكن) من بلاد الهند . كان عالماً جليلاً حاوياً لفنون العلوم مؤلفاً في كثير منها ، قوي الحجة ساطع البرهان ، أديباً شاعراً مخلصاً في ولائه لأهل البيت عليهم السلام ، ونظم منظومته المسماة (ذريعة الناهض إلى علم الفرائص) وعمره نحو 18 سنة وله مصنفات في العلوم تناهز الثلاثين . هو شاعر اليمن الأول في زمانه وترك بعده ديواناً ضخماً يضم مختلف أنواع الشعر ، فمن مدائحه للرسول الأعظم قصيدته التي مطلعها .
لذي سلم والبان لولاك لم أهوى ولا ازددت من سلع وجيرانه شجوى
وفيها يقول :
ألا يـا رسـول الله يـا من iiبنوره وطـلعته يـستدفع الـسوء والبلوى
ويـا خير من شدّت اليه الرحال iiمن عميق فجاج الأرض تلتمس iiالجدوى
الـيك اعـتذاري عن تأخر رحلتي إلى سوحك المملوء عمّن جنى iiعفوا
عـلى أن خـمرالشوق خامرني iiفلم يـدع فيّ عرقاً لا يحنّ ولا iiعضوا
وأنـي لـتعروني لـذكراك iiهـزة كـما أخذت سلمان من ذكرك العروا
ومـا غير سوء الحظّ عنك iiيعوقني ولـكنني أحسنت في جودك الرجوا
وهـا أنـا قد وافيت للروضة iiالتي بـها نـيّر الايـمان ما انفك iiمجلّوا
وقـفـت بـذلي زائـراً iiومـسلماً عليك سلام الخاضع الرافع iiالشكوى
صـلاة وتـسليم على روحك iiالتي الـيها جـميع الفخر أصبح iiمعزوّا
عـليك سـلام الله يـا مـن iiبجاهه يـنال مـن الآمـال ما كان iiمرجوّا
عـليك سـلام الله يـا من توجهت إلى سوحه الركبان تطوي الفلا عدوا
سـلام عـلى الـقبر الذي قد iiحللته فـأضحى بـأنوار الـجلالة iiمكسوا
الـيك ابـن عـبد الله وافيت iiمثقلاً بـأوزار عـمرٍ مـرّ مـعظمه لهوا
ادب الطف - الجزء التاسع 51
وكقصيدته المهملة التي أولها :
ساد رسلَ الله طه أحمد مصدر الكل له والمورد
كما يضم هذا التيار في أطوائه مراثيه ومدائحه لآل البيت الكرام ، فمن جياد مراثيه لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قصيدته التي أولها :
قفا وانثرا دمعا على الترب أحمراً وشقّا لعظم الخطب أقبية الكرى
ومن جيد مديحه لأمير المؤمنين (ع) قصيدته التي أولها :
خذوا الحذر أن تطوّفوا بخيامها وأن تجهروا يوماً برد سلامها
ومن جيد مراثيه للامام الحسين (عليه السلام) قصيدته التي أولها :
براءة برّ في براء محرم عن اللهو والسلوان من كل مسلم
وكذلك مدائحه لآل البيت الطاهر المنبّه في ديوانه في الصفحات : 41 و 46 و49 و51 و52 وسواها . ومما يصنف في هذا التيار قصائده الطائفية ومحاججاته المذهبية . وهذه القصائد وأغلبها برهان عقلي يطفح بها الديوان .
في بعض قصائده الدينية يكشف عن عميق إيمانه بوحدة المسلمين على اختلاف طوائفهم :
ها كل طائفة من الإسلام iiمذعنة بـوحـدة فـاطـر iiالأكـوان
وبـأن سـيدنا الـحبيب iiمحمداً عـبد الالـه رسـوله iiالعدناني
وامـام كـل مـنهم فـي iiدينه أخــذاً ورداً مـحكم iiالـقرآن
فـإلـهنا ونـبـينا وكـتـابنا لـم يتّصف بالخلف فيها iiاثنان
والـكعبة الـبيت الحرام iiيؤمها قـاصي الحجيج لنسكه iiوالداني
وصـلاة كـل شطرها iiوزكاته حتم وصوم الفرض من رمضان
أفـبعد هـذا الاتـفاق iiيصيبنا نـزغ لـيفتننا مـن iiالـشيطان
ادب الطف - الجزء التاسع 52
واستمع اليه في هجاء السلفية والذين سُمّوا بالوهابية يقول :
أرشـد الله شـيعة ابن سعود لاعتقاد الصواب كي لا iiتعيثا
فرقة بالغرور والطيش iiساروا في فجاج الضلال سيراً حثيثا
جـسّموا شبّهوا وبالأين iiقالوا لـوّثوا أصـل ديـنهم iiتلويثا
مـن يـعظم شعائر الله iiقالوا إنـه كـان مـشركاً iiوخـبيثا
ولـهم بـعد ذاك خـبط وتهو يـس تـلوى مجدهم iiوالمريثا
أو يـقل ضـرني فلان iiونجّا نـي فـلان يـرونه iiتـثليثا
وإذا ما استغاث شخص بمحب وبٍ إلـى الله كفروا iiالمستغيثا
لابـن تـيمية استجابوا iiقديماً وابن عبد الوهاب جاء iiحديثا
اعرضوا عن سوا الحقيقة iiيبغ ون بـما يـدعون مهداً iiأثيثا
وتعاموا عن التجوز في iiالأسن اد عـمداً فـيبحثون iiالبحوثا
أوليس المجاز في محكم iiالذكر أتـانـا مـكـرراً iiمـبـثوثا
وتسموا أهل الحديث وها iiهم لا يـكادون يـفقهون iiحـديثا
ويقول في (البخاري) :
قـضـيه أشـبه iiبـالمرزئه هـذا الـبخاريّ أمـامُ iiالفئه
بالصادق الصدّيق ما احتج في صـحيحه واحـتجّ iiبالمرجئه
ومـثل عمران ابن حطان iiأو مـروان وابن المرأة المخطئه
مـشـكلة ذات عـوار iiإلـى حـيرة أربـاب النُهي iiملجئه
وحـق بـيت يـممته iiالورى مـغذّه فـي السير أو iiمبطئه
إن الإمـام الصادق iiالمجتبى بـفضله الآيُ أتـت iiمـنبئه
أجـلّ مـن في عصره iiرتبةً لـم يـقترف في عمره iiسيئه
قـلامة مـن ظـفر iiإبـهامه تـعدل من مثل البخاري مئه
ادب الطف - الجزء التاسع 53
وله من قصيدة أسماها (النبأ اليقين في مدح أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام) :
عـلي أخـي الـمختار ناصر iiدينه ومـلّـتـه يـعـسوبها iiوإمـامـها
وأعـلم أهـل الـدين بعد ابن iiعمه بـأحـكامه مـن حـلّها iiوحـرامها
وأوسـعهم حـلماً وأعـظمهم تـقى وأزهـدهم فـي جـاهها iiوحطامها
وأولـهـم وهـو الـصبي iiاجـابة إلـى دعـوة الإسـلام حال iiقيامها
فـكل امـرئ من سابقي امة iiالهدى وان جــلّ قـدرا مـقتد iiبـغلامها
أبـي الـحسن الكرار في كل مأقطٍ مـبدد شـوس الشرك نقّاف iiهامها
فـتى سـمته سمت النبي وما iiانتقى مـواخـاته إلا لـعـظم iiمـقـامها
فـدت نـفسه نـفس الرسول iiبليلة سرى المصطفى مستخفياً في ظلامها
لـه فـتكات يـوم بـدر بها iiانثنت صـناديد حرب أدبرت في iiانهزامها
سـقى عـتبة كاس الحتوف iiوجرّع الـوليد ابـنه بـالسيف مرّ iiزؤامها
وفـي أحـد أبـلى تـجاه ابن iiعمه وفـلّ صـفوف الـكفر بعد iiالتئامها
بـعزم سـماويٍ ونـفسٍ iiتـعودت مـساورة الأبـطال قـبل احتلامها
أذاق الـردى فيها ابن عثمان iiطلحة أمـير لـواء الشرك غرب iiحسامها
وعـمرو بـن ود يـوم أقحم iiطرفه مـدى هوّة لم يخش عقبى iiارتطامها
دنـا ثـم نادى القوم هل من iiمبارزٍ ومـن لـسبنتي عـامر iiوهـمامها
تـحدّى كـماة الـمسلمين فلم iiتجب كـأن الـكماة استغرقت في iiمنامها
فـنـاجزه مـن لا يـروع iiجـنانه إذا اشـتبّت الـهيجاء لفح iiضرامها
وعـاجله مـن ذي الـفقار iiبضربةٍ بـها آذنـت أنـفاسه iiبـانصرامها
وكـم غـيرها من غمة كان iiعضبه مـبـدّد غـماها وجـالي iiقـتامها
بـه فـي حـنين أيـد الله iiحـزبه وقـد روّعـت أركـانه iiبـانهدامها
سـل العرب طراً عن مواقف بأسه تـجبك عـراقاها ونـازح iiشـامها