الميرزا اسماعيل الشيرازي
شاعر من القرن الثاني عشر الهجري
(1258- 1305 )هـ
لا زالت الأرحام المطهرة بولاء محمد وآل محمد صلى الله عليه واله وسلم تلد أجيالا
تشرف الدهر صيتاً والتاريخ ذكراً ، بما فيهم من ايمان حدَّ الانصهار في حب محمد وآل
بيته صلوات الله عليهم ، يدفعهم لحمل مسؤولية حماية الدين والدفاع عن المذهب الحق ،
فيكونوا بذلك اصحاب رسالة لا ينفكّون يجاهدون من اجل ايصالها الى العالم بأبهى صورة،
محققين قول الامام الصادق عليه السلام (كونوا لنا دعاة صامتين، قيل كيف يابن رسول
الله ؟ قال: بالعمل ) ، ومن هؤلاء عالم جليل كبير جسد العلم بالعمل ، فكان من
العلماء والفقهاء المجاهدين ، كما كان أديبا لامعا وشاعرا كبيرا سخر موهبته لايصال
رسالة ولاء اهل البيت عليهم السلام الى العالم .
السيد ميرزا اسماعيل بن الامير السيد رضا بن السيد ميرزا محمد اسماعيل الشيرازي
الحسيني ، الذي ولد ونشأ في شيراز الايرانية ، انتقل الى العراق في مدينة سامراء
وأخذ فيها العلم عن ابن عمه السيد ميرزا حسن الشيرازي ، فكان من افضل طلابه
والمقربين عنده حتى اصبح من أبرز علماء عصره وكاد ان يتولى الزعامة لولا الأجل الذي
وافاه في مدينة الكاظمية المقدسة في العاشر من شعبان عام 1305هـ والتي قدم اليها من
سامراء مريضاً فتوفي فيها وحمل منها الى النجف الاشرف فدفن في الغرفة الثالثة على
يسار مدخل الصحن الشريف من جهة السوق الكبير.
عرف بشاعريته الفذة ورشاقة عباراته وجمال صياغته وحضوره ومساجلاته مع اقرانه من
الشعراء وكان من ابرزهم السيد حيدر الحلي الذي مدحه بقصائد نشرت في ديوانه المطبوع
عام 1369 هـ .
رثاه حين وفاته جمع من الشعراء اهمهم السيد حيدر الحلي والسيد جعفر الحلي والسيد
ابراهيم الطباطبائي ،عرف بكتابة الموشحات وهو صاحب الموشحة المشهورة الخالده التي
نظمها وقرأها في ولادة امير المؤمنين عليه السلام ومطلعها.
رغدَ العيشُ فزدِهُ رغدا بسُلافٍ منهُ يشفي سَقَمي
طرِبَ الصبُّ على وصلِ الحبيبْ وهنى العيشُ على بُعدِ الرَّقيبْ
وافِني منْ أكؤسِ الراحِ النصيبْ
وائْتِنِي تَوْمًا بها لا مُفرَدا فالهنا كُلُّ الهَنا في التوأمِ
المقاله بقلم الشاعر عقيل الكاظمي