الشيخ عبد الحسين الأعسم
الشيخ عبد الحسين الأعسم
( القرن الثالث عشر )
نسبه(رحمه الله) ونشأته:
هو الشيخ عبد الحسين بن الشيخ علي بن حسين بن محمد الزبيدي النجفي الشهير بالأعسم.
ولد في النجف الأشرف ونشأ بها على أبيه وكان من أكبر أولاده فدرس عليه المقدمات وحضر أخيراً مع والده عند أساتذته كالسيد مهدي بحر العلوم. وبرع في كافة الميادين التي جرى فيها والده وشاركه في مختلف الحلبات الأدبية، فكان عالماً كبيراً وشاعراً شهيراً، وصار في وسطه كعلم يشار إليه بالأكف.
الشيخ في كلمات الأعلام:
صاحب الحصون (1) تحدث عنه قائلاً: كان عالماً فاضلاً حاوياً لجملة من العلوم، وأديباً شاعراً، تخرج وتتلمذ على السيد محسن الكاظمي الأعرجي، وصنف في الفقه، وله روضة كبيرة في مراثي آل البيت (عليهم السلام) عدا ما نظمه في المدح والرثاء في قوافي مختلفة.
وذكره أيضاً (2) فقال: كان شاعراً ماهراً، أديباً بليغاً لبيباً من شعراء أوائل القرن الثالث عشر، وكان في الطبقة التي هي حلف النحويين وآل الفحام، وله روضة كاملة في رثاء الحسين (عليه السلام).
ذكره الشيخ عبد الحسين الحلي بعد ذكر والده (3) فقال: وخلفه ولده الشارح فقد تخرج على اساتذة أبيه وعلى المقدس الكاظمي، وأجاد صفة القريض غاية الأجادة... إلى ان يقول: وكفاه في مزية النظم قصيدته الشهيرة التي مطلعها:
نرى يدك ابتلت بقائمة العضب .. فحتى م حتى م انتظارك بالضرب
رأيت له من الآثار العلمية الخالدة عند بعض آل الأعسم كتاب (ذرائع الأفهام في شرح شرائع الإسلام) استوفى فيه كتاب الطهارة فقط في ثلاث أجزاء تدل على سعة احاطته ودقة نظره، وهذا الشرح الوجيز لتلك الأراجيز شاهد صدق على ذلك لمن اعطاه حق النظر، انه قد شرح الاراجيز المذكورة امتثالاً لأمر أبيه لعلمه بكفائته لذلك بكل معنى فجاء شرحه هذا مع شدة اختصاره ومتانة تعبيره ووضوح تحريره حاوياً لدقائق مكنونه خلت عنها الكتب المبسوطة والشروح المطولة، ويظهر ان عقب الشيخ محمد علي من الشيخ حسين والشيخ محمد.
اما الشيخ عبد الحسين فالظاهر لا عقب له فيما أعلم سوى بنت واحدة هي والدة السيد مهدي الحكيم الطباطبائي.
ذكره صاحب الطليعة فقال: كان فاضلاً كأبيه، وأمتن شعراً منه له في الحسين (عليه السلام) روضة تشتمل على الحروف مشهورة وشرح ارجوزة لأبيه في المواريث ومدائح ومراثٍ كثيرةٍ.
ذكره الشيخ درويش علي البغدادي في كتابه (كنز الأديب) فقال: عالم فاضل جليل، وأديب شاعر نبيل، له منظومة في آداب الأكل والشرب، وله منظومات كثيرة في الفقه والعربية، ولم أقف على تاريخ ولادته غير انه كان في عصر الفقيه علي بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء النجفي.
وذكره آخرون بهذه الأوصاف أيضاً مثل النقدي وصاحب التكملة.
وفاته (رحمه الله):
عاش (رحمه الله) مع الأمة وعمل لهداية الأمة وانتقل كذلك مع الكثيرين الذين انتقلوا من هذه الدنيا جماعة وذلك لما أصاب الناس وباء الطاعون. فارتحل (رحمه الله) مع من ارتحل منهم وكان ذلك عام 1247هـ ودفن مع أبيه في مقبرة آل الأعسم الخاصة مناهزاً للتسعين على قول المعظم ويرى بعضهم انه تصحيف من الناقل فالأقرب أنه توفي مناهزاً للسبعين كما ذكره النقدي.