السيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي
السيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي قدس سره
(1155ـ 1212 هـ) (1703-1797 م)
اسمه ونسبه:
السيّد محمّد مهدي بن السيّد مرتضى بن محمّد بحر العلوم الطباطبائي، وينتهي نسبه إلى الحسن المثنى بن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام.
ولادته:
ولد السيّد بحر العلوم في الأوّل من شوال 1155 هـ بمدينة كربلاء المقدّسة.
بشارة الإمام الرضا عليه السلام به:
قد رأى أبوه السيّد مرتضى في منامه الإمام الرضا عليه السلام، وهو يناول شمعة كبيرة، ويعطيها إلى خادمه محمّد بن إسماعيل، فيشعلها محمّد بدوره على سطح دار السيّد مرتضى، فيعلو سناها إلى عنان السماء، ويطبق الخافقين، فينتبه السيّد مرتضى من نومه قبيل الفجر، وإذا بالحلم يتحقّق، فيولد ابنه السيّد محمّد مهدي.
أساتذته: نذكر منهم ما يلي:
1ـ زوج عمّته، الشيخ محمّد باقر الأصفهاني، المعروف بالوحيد البهبهاني.
2ـ السيّد عبد الباقي الحسيني الخاتون آبادي.
3ـ الشيخ محمّد باقر الهزار جريبي الغروي.
4ـ الشيخ محمّد مهدي الفتوني العاملي.
5ـ السيّد حسين الموسوي الخونساري.
6ـ أبوه، السيّد مرتضى الطباطبائي.
7ـ السيّد حسين الحسيني القزويني.
8ـ الشهيد السيّد مهدي الأصفهاني.
9ـ الشيخ محمّد تقي الدورقي.
10ـ الشيخ عبد النبي القزويني.
11ـ الشيخ أسد الله التستري.
12ـ الشيخ يوسف البحراني.
تلامذته: نذكر منهم ما يلي:
1ـ السيّد محسن الأعرجي الكاظمي المعروف بالمحقّق البغدادي.
2ـ الشيخ محمّد المازندراني، المعروف بأبي علي الحائري.
3ـ الشيخ محمّد مهدي النراقي، المعروف بالمحقق النراقي.
4ـ السيّد صدر الدين محمّد الموسوي العاملي.
5ـ السيّد محمد جواد الحسيني العاملي.
6ـ زوج أخته، السيّد أحمد القزويني.
7ـ الشيخ محمّد بن يونس النجفي.
8ـ الشيخ إبراهيم الطيّبي العاملي.
9ـ الشيخ جعفر كاشف الغطاء.
10ـ السيّد محمّد باقر الشفتي.
11ـ السيّد دلدار علي النقوي.
12ـ الشيخ أحمد الخونساري.
13ـ السيّد علي الطباطبائي.
14ـ السيّد أحمد آل زوين.
15ـ السيّد باقر القزويني.
16ـ السيّد محمّد المجاهد.
17ـ السيّد صادق الفحّام.
18ـ الشيخ أحمد النراقي.
19ـ الشيخ حسين نجف.
20ـ السيّد عبد الله شبر.
سفره إلى إيران وتلقّبه ببحر العلوم:
سافر السيّد بحر العلوم إلى خراسان عام 1186 هـ، وأقام فيها سبع سنوات تقريباً، درس الفلسفة الإسلامية عند الفيلسوف الكبير السيّد محمّد مهدي الأصفهاني، فأُعجب به لشدّة ذكائه وسرعة تلقّيه، وهضمه القواعد والمسائل الفلسفية، وحينما وقف على ذلك كلّه أُستاذه أطلق عليه ذلك اللقب الضخم.
وقال له يوماً ـ وقد ألهب إعجابه ـ أثناء الدرس: إنّما أنت بحر العلوم، فأشتهر بذلك اللقب منذ تلك المناسبة.
أقوال العلماء فيه: نذكر منهم ما يلي:
1ـ قال الشيخ الوحيد البهبهاني في إجازة له: (وبعد، فقد استجازني الولد الأعز الأمجد المؤيّد الموفّق المسدّد، والفطن الأرشد، والمحقّق المدقّق الأسعد، ولدي الروحاني، العالم الزكي، والفاضل الذكي، والمتتبع المطّلع الألمعي ...).
2ـ قال الشيخ عبد النبي القزويني: (وبعد، فلمّا وفّقني الله تعالى لشرف خدمة السيّد المطاع السند، اللازم الإتباع، غوث أهل الفضل والكمال، وعون أُولى العلم والأفضال، غرّة ناصية أرباب الفضيلة، وبدر سماء أرباب الكمالات النبيلة، الأمير محمّد مهدي الحسني الحسيني أدام الله ظلّه، وأحسن أمره كلّه وجلّه، وفوجدته بحراً لا ينزف، ووسيع علم لا يطرف، مع كونه في أوّل الشباب، وأترابه لم يصلوا إليه مع إكبابهم على العلوم في باب من الأبواب).
3ـ قال السيّد حسين الخونساري في إجازة له: (وبعد، فقد استجاز منّي السيّد السند، الفاضل المستند، العالم العلاّم، ظهر الأنام، ومقتدى الخاصّ والعام، مقرّر المعقول والمنقول، المجتهد في الفروع والأُصول، وحيد العصر، وفريد الدهر، السيّد محمّد مهدي الحسني الحسيني الطباطبائي أدام الله تأييده وتسديده).
4ـ قال الشيخ أبو علي الحائري في منتهى المقال: (السيّد السند، والركن المعتمد، مولانا السيّد مهدي بن السيّد مرتضى ... وأدام علّوه ونعماه، الإمام الذي لم تسمح بمثله الأيّام، الهمّام الذي عقمت من إنتاج شكله الأعوام، سيّد العلماء الأعلام، وولي فضلاء الإسلام، علاّمة دهره وزمانه، ووحيد عصره وأوانه).
5ـ قال الشيخ النوري الطبرسي في خاتمة مستدرك الوسائل: (وقد أُذعن له جميع علماء عصره، ومن تأخّر عنه بعلوّ المقام، والرئاسة في العلوم النقلية والعقلية، وسائر الكمالات النفسانية، حتّى أنّ الشيخ الفقيه الأكبر جعفر النجفي (كاشف الغطاء) ـ مع ما هو عليه من الفقاهة والزهادة والرئاسة ـ كان يمسح تراب خفّه بحنك عمامته، وهو من الذين تواترات عنه الكرامات، ولقائه الحجّة صلوات الله عليه، ولم يسبقه في هذه الفضيلة أحد فيما أعلم، إلاّ السيّد رضي الدين علي بن طاووس).
صاحب الكرامات الباهرة:
اشتهر السيّد بحر العلوم بأنّه صاحب الكرامات الباهرة، فكان هذا لقبه المعروف أيّام حياته، ونذكر بعض تلك الكرامات:
1ـ كان يفتح للسيّد بحر العلوم باب الصحن العلوي حينما يقبل إلى الحرم الشريف قبيل الفجر.
2ـ كان يتّصل بالإمام علي عليه السلام في الحرم الشريف، ويسأله عن المسائل فيجاب مباشرة، ويخلو بشخص الإمام عليه السلام فيتناجيان.
3ـ اشتهر على ألسنة المترجمين له: أنّه ـ في عدّة مناسبات أُحصيت ـ كان يتحدّث مع الإمام المهدي عليه السلام، ويتحدّث الإمام إليه في مسائل شرعية واجتماعية، بحيث قال عنه المترجمون له: إنّه كان كثيراً ما يسأل الإمام المهدي عليه السلام عمّا يختلج في نفسه من أُمور الدين، وقضايا الساعة، فيجاب بلا ستر وحجاب، خصوصاً في أُخريات حياته.
4ـ تظليل الغمامة له في الصيف الحار في طريق كربلاء، وكان بصحبته جمع من أجلاّء تلامذته، كالشيخ حسين نجف.
مؤلفاته: نذكر منها ما يلي:
1ـ تحفة الكرام في تاريخ مكّة والبيت الحرام.
2ـ رسالة في تحريم الفرار من الطاعون.
3ـ رسالة في مناسك الحج والعمرة.
4ـ رسالة في قواعد أحكام الشكوك.
5ـ رسالة في الأطعمة والأشربة.
6ـ رسالة في انفعال ماء القليل.
7ـ رسالة في الفرق والملل.
8ـ الفوائد الأُصولية.
9ـ كتاب المصابيح.
10ـ الفوائد الرجالية.
11ـ مشكاة الهداية.
12ـ الدرّة النجفية.
13ـ ديوان شعر.
وفاته:
توفّي السيّد بحر العلوم قدس سره في رجب 1212 هـ بمدينة النجف الأشرف، ودفن بمسجد الطوسي في النجف الأشرف.