عُمر بن عبد الوهاب العرضي الشافعي
عُمر بن عبد الوهاب العرضي الشافعي
المتوفي 1024
قال المحبي في خلاصة الاثر في أعيان القرن الحادي عشر ص 218 من الجزء الثالث وللعرضي شعر قليل أنشد له بعض الأدباء قوله . وهو معنى حسن
لم اكتحل في صباح يوم اريق فيـه دم الحسيـن
إلا لأنـي لفـرط حزني سوّدتُ فيه بياض عيني
قال وأصله قول بعضهم
وقائل : لم كحلت عيناً يوم استباحوا دم الحسين
فقلت كفوا أحـق شيء يلبس فيه السواد عيـني
قال ومثله لأبي بكر العمري الدمشقي :
في يوم عاشوراء لم أكتحل ولم أزيّن ناظري بالسواد
لكن على من فيه حينا قضى ألبستُ عينيّ ثياب الحداد
أقول : سبق وان ذكر هذا الشعر لأحمد بن عيسى الهاشمي من رجال القرن السادس الهجري . ذكرناه في الجزء الثالث من «أدب الطف» ص 245 مع ترجمته ، ولعله توارد خاطر .
ادب الطف ـ الجزء الخامس 71
عمر بن عبد الوهاب بن ابراهيم بن محمود بن علي بن محمد بن محمد بن محمد ابن الحسين العرضي الحلبي الشافعي القادري المحدث الفقيه الكبير مفتي حلب وواعظ تلك الدائرة ، كان أوحد وقته في فنون الحديث والفقه والأدب وشهرته تغني عن الاطراء في وصفه ، اشتغل بالطلب على والده ثم لزم الشيخ الإمام محمود بن محمد بن محمد بن حسن البابي الحلبي المعروف بابن البيلوني وكان عمره إذ ذاك أربع عشرة سنة فقرأ عليه الجزرية ومقدمة للتصريف وتجويد القرآن .
أقول واستمر يذكر مراحل الدراسة التي قضاها المترجم له إلى ان قال : والف تآليف كثيرة منها شرح شرح الجامي وكان شديد الاعتناء بالجامي حريصاً على مطالعته وإقرائه وفيه يقول :
لله درّ إمـام طالما سطـعت أنوار افـضاله مـن علمه السامي
ألفاظه أسكرت أسماعنا طربا كأنها الخمر تسقى من صفا الجامي
اقول وذكر المحبي باقي مؤلفاته ورسائله وتحقيقاته وأورد جملة من ذلك وقال المحبي وكانت ولادته بحلب بقاعة العشائرية الملاصقة لزاويتهم دار القرآن شمالي جامع حلب في صبيحة يوم الجمعة منتصف جمادى الآخرة سنة خمسين وتسعمائة ، وجاء تاريخ مولده (شيخ حلب) . ومات يوم الثلاثاء خامس عشر أو سادس عشر شعبان سنة أربع وعشرين والف وقال الصلاح الكوراني مؤرخاً وفاته :
إمام العلـوم وزيـن العلا سراج الهدى عمر ذو الوفا
تولّى فارخ سراج بها الـ ـعلوم هـدى فرقا فانطفى
انتهى عن الجزء الثالث من خلاصة الاثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي ص 215 .