عز الدين حسين بن مساعد بن الحسن بن مخزوم بن أبي القاسم
عز الدين حسين بن مساعد
هو السيد النسابة من أجلّة العلماء وأكابر الفضلاء الشاعر الأديب حسين ابن مساعد بن الحسن بن مخزوم بن أبي القاسم ، هكذا ورد نسبه في آخر (عمدة الطالب) الذي نسخه بخطه وفرغ منه في 25 ربيع الثاني عام 893 هـ . وجدته في مكتبة المرحوم الشيخ عبد الرضا آل شيخ راضي في النجف حيث ذكر ابن مساعد في نسخته هذه بقوله :
«إني كتبتها عن نسخة مكتوبة بخط المؤلف عام 812 هـ وقبل وفاة السيد الداودي بـ 16 سنة» .
ثم كتب على نسخته هوامش في خلال سنين كما يظهر من تواريخ بعضها .
وجاء في بعض تلك الهوامش بيان اتصال نسب بعض من أدركهم من السادة المذكورين في ـ عمدة الطالب ـ مع بيان نسب بعض السادة الآخرين الذين تعرّف عليهم (ابن مساعد) في سفره الى سبزوار وسمنان من مدن ايران عندما كان متوجهاً في طريقه لزيارة الإمام الرضا (ع) عام 917 هـ ، ويقرأ ختمه : (الاحقر حسين بن مساعد الحائري) على كثير من المشجرات المخطوطة العائدة لبعض السادات العلويين ومنها مشجرة ـ آل دراج ـ نقباء كربلاء .
جاء في هامش (عمدة الطالب) المطبوع في ذكر العقب من عيسى بن يحيى بن الحسين «ذي الدمعة» ما نصه :
العقب من عيسى في ولده ابو الحسن علي ويقال لهم (بنو المهنا) وهو
ابو الحسن علي بن محمد بن أحمد الناصر بن أبي صلت يحيى بن أبي العباس أحمد بن علي بن عيسى المذكور ـ كان له عقب بالحائر ولهم النقابة والبأس والشجاعة ، وعقبه محصور في ولده ـ أبي طاهر محمد الذي كان متوجهاً بالحائر والعقب منه في ولده (عيسى بن طاهر) ويعرفون بالحائر (بني عيسى) وباسمهم سمي قديماً طرفهم (محلة آل عيسى) في كربلاء ، والعقب منه في بني المقري أبي عبد الله الحسين بن محمد بن عيسى بن طاهر المزبور ويقال لولده : (بنو المقري) وكلهم بالحائر .
والعقب من بني المقري في الحائر «بنو طوغان» منهم السيد بدر الدين حسن بن مخزوم بن أبي القاسم طوغان بن الحسين المقري ومنهم السيد الكامل الحافظ كمال الدين (حسين بن مساعد) واخوته عماد الدين وعبد الحق ومحمد اولاد السيد العالم المدرس إمام الحضرة الحسينية الحائرية شمس الدين محمد المعروف بـ «مساعد» بن حسن بن مخزوم بن أبي القاسم طوغان ووالده العلامة الفاضل النسابة المترجم (حسين بن مساعد الحائري) .
ثم يقول : اني ألحقت آل طوغان الذين هم من بني المقري عند كتابي لهذه المبسوطة في سنة 893 هـ تجسيداً لعهدهم والحمد لله تعالى وحده .
ولم يضبط مؤرخو الامامية تاريخ وفاة الإمام العلامة حسين بن مساعد الحائري .
إلا ان السماوي جاء في أرجوزته تاريخ وفاته نظماً كما يلي :
ثم الحسين بن مساعد الأبي وجامع الأخبار بعد النسب
الموسوي الحائري قد مضى لربه بها فارخـه قـضى
ويفهم من ذلك ان وفاته كانت في سنة 910 هـ .
وقال فيه صاحب الذريعة في تصانيف الشيعة :
كان حياً عام 917 هـ وهو من أجلّة العلماء وأكابر الفضلاء في عصره في
كربلاء ، وكان شاعراً بليغاً له عدة تصانيف منها تحفة الأبرار في مناقب أبي الأئمة الأطهار ـ أخرجه من كتب (أهل السنة) وذكر أسماءها في آخر الكتاب وهو من مآخذ كتاب البحار للمجلسي .
ونقل عنه الكفعمي وقال في وصفه في ذيل حاشيته «المصباح» : هو السيد النجيب الحسيب عز الاسلام والمسلمين أبو الفضائل أسد الله ثم يقول كان بينا في المراسلات نظماً ونثراً .
وقال فيه صاحب ـ رياض العلماء ـ «هو السيد عز الدين الحسين بن مساعد وكان والده السيد مساعد عالماً فاضلاً ألف كتاب «بيدر الفلاح» ولكن لم يذكر اسمه في ذيل الكتاب إلا ان تلميذه الشيخ ابراهيم الكفعمي(1) كان عارفاً بشأنه وشأن والده ومطلعاً على تصانيفهما .
وكذلك يروي الكفعمي عن كتاب ـ بيدر الفلاح ـ قائلاً ان كتاب «بيدر الفلاح» من تصانيف والد العلامة حسين بن مساعد واتخذهما من مصادر تآليفه .
وللمترجم قصيدة مطولة قالها في مدح أهل البيت (ع) ورثاء الامام الحسين (ع) أولها :
(قلبي لطول بعادكم يتفطر) انتهى عن كتاب مدينة الحسين ج 3 ص 35 .
وفي أعيان الشيعة ترجم له السيد الأمين ترجمة واسعة تحت عنوان : السيد
(1) كانت وفاة الشيخ الكفعمي سنة تسعمائة للهجرة على الاكثر اما ابن مساعد بالرغم من انه أستاذ الكفعمي فان وفاته سنة العاشرة بعد التسعمائة ، فربما توهم البعض كيف يكون الاستاذ في القرن العاشر والتلميذ في القرن التاسع فكثيراً ما يموت التلميذ قبل أستاذه ، على أن بين الوفاتين عشر سنين فقط وقبر الشيخ الكفعمي بكربلاء المقدسة بمقبرة (العتيقة) تقع اليوم في جهة الطريق الذاهب الى (طويريج) وكان قبره مشيداً والى جنبه سابلة ماء ثم شيدت عليه مدرسة رسمية للاطفال ولم تزل .
عز الدين حسين بن مساعد بن الحسن بن المخزوم بن أبي القاسم ابن عيسى الحسيني الحائري .
قال السيد في الأعيان ج 27 ص 271 : ومن شعره قوله في مدح أهل البيت ورثاء الحسين عليه السلام :
لطيّ قريضي في مديحكم نشرُ ومنثور شعري في علاكم له نشرُ
أقول والقصيدة جاري بها قصيدة الشيخ صالح العرندس المتوفى سنة 840 هـ ونذكر البيتين الأخيرين من قصيدة الحسين بن مساعد :
بني أحمد سيقت اليكم قصيدة مهذبة ألفاظـها الدرر الغرُّ
حسيـنية تزهـو بكم حائرية منزهة عما يعاب به الشعر
وترجم له المرحوم السيد عبد الرزاق كمونة في (منية الراغبين في طبقات النسابين) وذكر سلسلة نسبه الى عيسى بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن زيد ابن الإمام علي زين العابدين (ع) وقال : كان له تضلّع في علم النسب ، وهو من أهل (عيناثا) من جبل عامل ثم انتقل هو واخوته : السيد عبد الحق والسيد زين العابدين الى العراق لطلب العلم ، وله تآليف منها (تحفة الأبرار في مناقب الأئمة الاطهار) . اما والد المترجم له وهو السيد مساعد بن حسن بن محمد ولقبه شمس الدين ، ذكره ابنه السيد حسين في تعليقه على العمدة بقوله : السيد العالم المدرس إمام الحضرة الحسينية الحائرية .